فضاء حر

فضاء رديف للإعلام اليمني

يمنات
أشك في أن الصحافة اليمنية في طريقها إلى تبؤ ( السلطة الرابعة ) وهي تعيش حالة الاستقطاب المزمن للسلطات التقليدية ومراكز القوى التدميرية دون أن تحاكي جوهر القضايا الوطنية والعربية والإسلامية .. تستطيع القوى المتخلفة أن تستقطب الإعلاميين على أن الدور المأمول للصحافة يبقى فارغاُ بانتظار من يملأه وينزع عنه فتيل التبلد والتبعية الممجوجة ..
صحف قليلة حاولت أن تقدم أنموذجاً منحازاً للقضايا الجوهرية وهموم البلاد والعباد مافتئت أن توقفت وأصبحت علامات فارقة لانتحار الصحافة في المقايل الفاسدة للسلطة العسقبلية، ولفيف من الإعلاميين يتوزعون في غير أوساطهم ليقدموا طبخات تستهوي أمراء الحرب والمال والارتهان وتقف وراء هذه المأساة ثقافة ( حمران العيون ) التي تتسيد المشهد العام في اليمن ، من هنا أقطع بأن الإعلاميين على تنوعهم أحوج مايكونون إلى فضاء رديف يمكنهم من إعادة الاعتبار لدورهم الرسالي في المجتمع حتى لو كان ذلك على هامش الحالة الاستقطابية الانهزامية السائدة ..
هذا الفضاء الذي لم تفلح في إنجازه نقابة الصحفيين والأطر الوظيفية الأخرى سيبقى أملاً مرشحاً للانعكاس إلى واقع فيما لو التف الإعلاميون حول عدد بسيط من القواسم المشتركة المبعثرة في كل هذه الخطوط والتقاسيم الحاكمة للإعلام اليمني .
اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وهو المنظمة التي كانت السباقة و الأولى التي أنجزت الوحدة اليمنية قبل إعلانها في العام 90م ، تعلن اليوم انحسار دورها حد الغياب التام أو لنقل الشلل المعطل للأقلام والأحلام .. وفي هذه العتمة يبقى بصيص من الضوء يمكن أن يوفره قاسم مشترك أساسي هو استشعار مصير الوطن الذي لم يعد مجهولاً بل معلوماً باتجاه حروب لن تبقي ولن تذر .. لن يسلم منها صاحب القلم كما لم يسلم منها صاحب المال والسلطة والقبيلة والحزب والجماعة ، وإذا كان هؤلاء لا يستشعرون هذا المصير وسط فضاء الإعلام الراهن والمرتهن فإن الحاجة قطعية لفضاء بديل نحفر في جداره حسب وصفة الدكتور عبد العزيز المقالح في إحدى قصائده :
سنظل نحفر في الجدار …
إما فتحنا ثغرة للنور
أو متنا على وجده الجدار ..
لكزة ..
في الحرب المستعرة في دماج يبدو الإعلام رأس حربة من خلال التموضع بين السلفيين والحوثيين ، ومثل هذه القضية الشائكة لن تخلو من قواسم مشتركة بين الفريقين الإعلاميين لوجدنا الفضاء البديل بعناوينه الأرفع رتبة وشأنا تلك التي تفترض الحياة للجميع وليس الموت والانتحار على خطوط النار .
عن صحيفة “اليقين ” الأسبوعية

زر الذهاب إلى الأعلى