فضاء حر

نذر انهيار مشروع الإخوان تبدأ في الدوحة

يمنات
يصعب قراءة الموقف الذي اتخذته الرياض وأبو ظبي والمنامة بسحب سفراءها من قطر، بعيدا عن سلسلة ازمات تتفاعل منذ شهور في غرف القرار الخليجي وجلها تتحدث عن سيناريوات مرعبة لأمن الخليج في مواجهة مشروع التنظيم الدولي للإخوان الذي تقوده قطر .
القرار رغم أنه أبقى دائرة الأزمة في الملعب الديبلوماسي إلا أنه في الحقيقية مثل زلزالا يهدد الإمارة القطرية ذات النظام الهش وينذر بتداعيات سياسية وأمنية كبيرة، على الدوحة بعدما تورطت في لعب دورا أكبر من حجمها تشير كل التقديرات أنها لم تعد في معزل عنه.
تداعيات الأزمة الاخيرة على الدوحة بدت واضحة في الهزة التي شهدتها البورصة القطرية بعد ساعات من اعلان الرياض وابوظبي والمنامة قرارها سحب السفراء من قطر.
هستيريا الفوضى التي قادتها فروع التنظيم الدولي للإخوان دفعت بالدوحة وترسانتها المالية والاعلامية للتوغل بعيدا في منطقة الخليج ودعم مشروع تنظيم الإخوان في احداث تغيير سياسي في دول مجلس التعاون وفي المقدمة السعودية والإمارات، فكان ان اتخذت هذه الدول خطوة لا سابق لها، يرجح أن تليها وفق بعض المؤشرات، خطوات من شأنها هز استقرار إمارة قطر وليس اقلها عزلها جغرافيا عن محيطها الخليجي بإقفال الطريق البري الوحيد الرابط بينها والسعودية قبل الشروع بخطوات لعزلها سياسيا باستبعادها من مجلس التعاون.
أرادت الدوحة التي احتضنت في الشهور الماضية المئات من قادة تنظيم الإخوان، أن تكون مركزا لإدارة فروع التنظيم التي تموج في المنطقة العربية وامتدت أذرعها إلى دول مجلس التعاون الخليجي، التي كان بعضها أعلن مؤخرا اجهاض مخططات للتنظيم تستهدف تقويض انظمتها.
ولتطورات الاخيرة في هذه الملف لم يكن سببها خطبة القيادي في التنظيم الدولي للإخوان الشيخ يوسف القرضاوي في جامع عمر في الدوحة، بل على صلة وثيقة بمشروع التنظيم الدولي للإخوان في مصر وكذلك في اليمن التي اراد التنظيم الدولي أن تكون رأس الحربة باتجاه السعودية والإمارات وبقية دول مجلس التعاون.
المرجح أن تفتح هذه الخطوة الطريق أمام القاهرة لممارسة المزيد من الضغوط على الدوحة لتسليم عشرات المطلوبين من قادة تنظيم الإخوان المطلوبين لأجهزة الامن المصرية، كما ستشجع العديد من العواصم لفرض إجراءات قانونية في حق قناة الجزيرة لقاء ما تمارسه من أكاذيب وقلب للحقائق.
لتلافي هذا الضغط لن تجد الدوحة سوى تقديم تنازلات صعبة للإدارة الأميركية يصعب التكهن بها لكن المؤكد أن تقدم ثمنا باهضا لقاء تخفيف الضغوط عليها أو على الأقل وقف عجلة التدهور في هذه الدولة الهشة تهدد باقتلاع آل خليفة من الحكم.
أخطأ القطريون عندما ظنوا أن بإمكانهم إدارة مشروع التنظيم الدولي للإخوان وأخطأوا عندما ظنوا أن قادة التنظيم الدولي صاروا اليوم لوبي يضاهي اللوبي الصهيوني، ويمكنه ممارسة الضغوط على الدول الخليجية بشكل مستقل عن الراعي الأميركي.
اخيرا فإن جنون ردود الفعل حيال هذه التطورات والذي عبر عنه كثيرون في اليمن ودول عربية عدة لم يكن حبا في قطر الإمارة الإخوانية ذات النظام السياسي الوراثي بل تعبير حقيقي عن حجم مخاوف أذرع التنظيم من نذر انهيار وشيك لمشروعهم الذي تعهدت الدوحة بقيادته منذ العام 2008.
دمتم بألف خير

زر الذهاب إلى الأعلى