فضاء حر

تحاذق أنصار الله

يمنات
من مصلحة اليمنيين أن تشارك جماعة “انصار الله” في الحكومة الجديدة التي ستعمل على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الاتفاق الذي لبى مطالب الجماعة بالتراجع عن الجرعة السعرية واسقاط حكومة باسندوة.
على الجماعة الانخراط في الحكومة بروحية الشريك الحقيقي بدلا من التحاذق بالتنازل عن حصتها في الحكومة كما اعلن اليوم قائدها عبدالملك الحوثي، مع الإبقاء على وضعية “الوصي” على الحكومة من خلال استمرار الجماعة في السيطرة الفعلية على أعمال الحكومة ومقراتها في العاصمة.
***
التكرار أم التعليم!
ومن المفيد تذكير الجماعة الفتية بأن اساليبها لتكريس الحقائق المترتبة على اجتياحها العاصمة لن تحول دون انهيار الدولة وتشظيها، وإدخال اليمنيين جميعا، وبينهم الحوثيون انفسهم، مرحلة الدويلات الميليشوية التي تجهز على أمل “المواطنة” وفكرة “الوطن” لصالح أكثريات واقليات طائفية (ومناطقية) في مختلف انحاء اليمن.
***
على الحوثيين الكف عن تكتيكات اسلافهم من شاكلة ما أعلنه قائدهم اليوم عن النية لعقد مؤتمر وطني للعقلاء والحكماء في العاصمة، ما يذكر بالمجلس الوطني الذي اعلنه اللقاء المشترك و”انصار الثورة” في صيف 2011.
***
الحوثيون مدعوون إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية والحس السليم بالواقع والحساسية الفائقة حيال المتغيرات في “الوطن” والاقليم.
عليهم اثبات انهم “انصار الله” الذين لا يتماهون ب”انصار الثورة” و “أنصار الشرعية” ولا يشبهون “أنصار الشريعة”! والإثبات يبدأ بالانسحاب من العاصمة وتوفير بيئة شراكة حقيقية فيها لا في تنازل عن حفنة مقاعد في حكومة تخضع أولا وأخيرا، لوصاية الجماعة.

زر الذهاب إلى الأعلى