فضاء حر

نحو خطاب وطني يتجاوز الجهويات بكل مرجعياتها

يمنات
لا يمكن محاربة الطائفية باعتماد ارتباط طائفي آخر لأن الأمر هنا سيعني تمثل الآخر في نزعته .. و اليمن تتطلب خطاب سياسي وثقافي وديني مستنير يتمحور حول الدولة المدنية والمواطنة، و حول الهوية السياسية الوطنية، و حول التعدد الثقافي والاجتماعي، باعتبار التعدد والتنوع أمور مهمة في الشخصية الوطنية وتثري وحدة البلد والشعب.
و مع ثقل السلبيات الراهنة بل والمتراكمة على الأقل من 94 حتى اليوم فانه لابد من تجاوزها تأسيسا لمستقبل أفضل مع بلورة فعل سياسي يؤسس لدولة القانون تتولى معاقبة المتسببين في جرائم وتدمير للمدن وقتل الأبرياء و التفريط بالسيادة وكل ذلك تحت طائلة القانون والدستور .. ولكن .. ما نخشاه أن الخارج يعمل على تعويم المجتمع في نزعات جهوية وفق استدامة الفوضى الأمنية و العسكرية ضمن مشهد عبثي تقره الحكومة الهاربة والدول الإقليمية مع جماعات خارج الدولة في الداخل أو بالأصح جماعات تنتحل وظيفة الدولة.
و للعلم الأجندة الأمريكية تتضمن هدم الدولة الوطنية في الشرق الأوسط – الدول العربية خصوصا – وتتضمن أيضا إعادة إحياء الجهويات السابقة للدولة و تأطيرها تنظيميا وتصنيع رموز جديدة لها.
هنا يغيب الوطن وهويته السياسية الجامعة ليحل محله نزعات جهوية يتم تضخيمها وتضخيم أدوارها السياسية والحمائية لأعضائها بل وتستقبل أمريكا رموز هذه الجهويات وتعبر عن دعمها لهم وهنا تنجح أمريكا بهدم الدولة الوطنية وتأسيس نزعات جهوية سرعان ما تدخل في احتراب أهلي مستمر يكون الخارج هو السند لهؤلاء بل ويلعب دور الحكم في هذه النزاعات.
و هنا تظهر ممكنات تقسيم الدول الراهنة إلى دويلات قزمية وفق هويات فرعية ومن بين البلدان الجاري تقسيمها العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن وغدا تتبعها دول آخرى بما في ذلك السعودية ذاتها..؟
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى