فضاء حر

الخارج يتجاهل اليمن ويجعل متابعتها أمرا ثانويا

يمنات
الخارج الإقليمي والدولي سيتجاهل اليمن و يجعل من متابعتها أمرا ثانويا من خلال مكاتب أمنية و إعلامية محدودة، و حتى دول العاصفة لن يهتموا باليمن عدا طلعات تدريبية لطياراتهم ترمي بقنابلها عدوانا على المؤسسات والأبرياء. لأنه طالما و الداخل فيه حرب عبثية دون مبرر و لا منطق، فإن الآخرين ينظرون بإعجاب لليمنيين، و هم يدمرون بلادهم. خاصة و النخبة السياسية الحزبية تابعة للخارج بتعدد عواصمه.
سوريا متروكة للإرهابيين و قيادات الحروب بالوكالة، و كذلك ليبيا و العراق و حتى لبنان لم يستطع اختيار رئيس لأن الخارج رافض لاستقراره و يريد الفوضى.
كنت قد تحدثت بل حذرت من أن الخارج سيتجاهل اليمن و يمول جماعات تمارس العبث و الفوضى لعدة سنوات.
قلت هذا في محاضرات عدة داخل مؤتمر الحوار (جماعة الدولة و الحكم الرشيد) و في النادي الدبلوماسي و منتدى صنعاء الثقافي. ثم كتبت عدة مقالات و اليوم نشهد تدخلات الخارج و انقسام المجتمع و الإصرار على تدميره و تخريبه بإرادة و وعي كامل، مع أن هذه الإرادة و الوعي كانا مطلوبين للبناء و التنمية و الاستقرار.
الخارج السعودي و الإيراني لن ينفعوا اليمن في شيء و لن يقدموا للشعب مساعدات تنموية.
ما يتم تقديمه لليمن من مساعدات إنما هي إنسانية ترى في اليمن فقراء و جوعى من منظور الإحسان و الصدقة. فهل تريد مكونات الصراع و القيادات البائسة في الحكومة و الأحزاب هذه الصورة لليمن، و أن يتحول إلى مجموعات مشردة خارج و داخل بلدها.
الخارج يطور بلدانه في التعليم و الكهرباء و الاستقرار و دعم المواطنين لكنه يمول للتخريب في اليمن .. لن تقف إيران مع اليمن لأن أجندتها الحقيقة ليست هنا و لن تقف السعودية مع اليمن، فهذه الأخيرة تمول أشخاص و جماعات من خمسين سنة، و هم أساس خراب اليمن، و إيران الآن تحذو حذوها.
لابد من عودة الوعي للقيادات في مكونات الصراع في الداخل و الخارج، و ان يدركوا قيمة بلدهم و عظمته و أن الخارج لن يهمه اليمن. فتنمية اليمن و استقرار شأن يمني أولا.
فهل ترتقي كل الأحزاب و مكونات الصراع إلى مستوى الوطن، و تُظهر نزعة وطنية حتى لمرة واحدة من اجل إنقاذ اليمن..؟
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى