فضاء حر

الإصلاح كما ركب موجة الثورة يريد أن يركب موجة الشرعية

يمنات
الإصلاح ركب موجه ثورة 2011م و رماها في الطريق و واصل مشواره مع قوى نفوذ هي من قبل الثورة. و كان اطمئن انه سيطر وما بقي سيسحبه إليه ب”ألاعيب” من تحت البساط مع قوى النفوذ تلك، لكنه بعد عامين وجد نفسه تحمل أوزاره و أوزار سنوات طوال من قبل و من ثم رمي به خارجا.
الآن ركب الإصلاح موجه الشرعية التي كان اشد معرقليها قبل دخول أنصار الله صنعاء في محاولة للعودة مرة أخرى. و بالطبع هو يقع من جديد في ذات الفخ و سيجد نفسه إذا ما نجح متحملا رسميا التهمة التي ظل ينكرها بأنه لا يقاتل و إنما هو حزب سياسي!! و لن تستقر له الأمور وسيقذف به خارجا من جديد.
الجميع لا يريده الجنوبيون باستثناء الإصلاحيين منهم طبعا لا يريدونه لأنهم يرونه شريك علي صالح في الحرب عليهم في 94 هادي لا يريده لأنه يعرف كم كان معرقلا و مبتزا له خلال فترة الوفاق قبل ال 21 من سبتمبر.
المؤتمريون لا يريدونه لا أنه الخصم التقليدي لهم أو لنقل الشريك الخائن من وجهة نظرهم طبعا .. أنصار الله لا يريدونه كذلك لاعتبار الخصومة الايدلوجية و التقاتلية من صعدة إلى صنعاء ثم والى الآن.
لكن مع كل هؤلاء الذين لا يريدونه كيف تمكن من أن يركب الموجه الآن (و يتصدر حرب الشرعية) و ينجح في بعض معاركه؟
السبب واضح هو دعم التحالف خصوصا الطيران الذي عبد له على مدى 120 يوما بقصفه الطريق ليتقدم و يحقق انتصارات سهلة .. لكن المشكلة تكمن في أن التحالف أيضا لا يريده.
قريبا الإمارات والسعودية ستبدأ بخنقه بعد أن تنهي الحاجة إليه و هو يعرف ذلك تماما لكن كما يقال (دبور )، و تماما كما وظفت الحراك الجنوبي و الآن تخنقه.
عندما يركب الإصلاح الموجة الآن و ربما يصل كما وصل في 2011م سيكون كل هؤلاء لا يريدونه، و سيكون الجديد عن فترة التوافق انه لن يستطيع أن يغالط بقوله أنا حزب سياسي و لا أقاتل، و الجديد عن فترة (حرب الشرعية) هو أن الطيران الذي عبد له الطريق لهذا الوصول لن يكون موجودا.
و سيخرج بصورة أسوء و اشد إيلاما من خروجه الأول لأنه لا يتعلم من التجارب و انتهازي لدرجة تعمي عن المصير.
كانت هذه الفرصة فرصة ذهبية للإصلاح ليصلح صورته التي ارتسمت بعد 2011م لو تدخل و لعب دورا (إصلاحيا) و مقربا بين الأطراف المتصارعة التي هي الآن في هذه الفترة كانت و لا زالت تريده كموفق لا كقناص فرص.

زر الذهاب إلى الأعلى