فضاء حر

التحاور بالنار على محافظة الجوف

يمنات

صلاح القرشي

نشر الاعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية فيديو يظهر بوضوح عملية إسقاط الطائرة الحربية من نوع تورنيدو لتحالف العدوان في محافظة الجوف، بواسطة صاروخ متطور.

الجميع داخل اليمن وخارجها شاهد الفيديو، والجميع ايقن بما لا يدع مجالا للشك ان الحوثيين باتوا يمتلكون انظمة صاروخية للدفاع الجوي اكثر تطورا وبمقدورها التعامل مع أحدث الطائرات الحربية المتتطورة وإسقاطها.

وسوا كانت هذت الانظمة الصاروخية مصنعة محليا او اتت من ايران او من اي دولة اخرى، هذا لا يهم او لا يحدث اي فرق، مع ما احدثه من تغير التوازن العسكري بين الاطراف المتصارعة والمنخرطة  في الحرب  في اليمن.

إسقاط التوريندو في محافظة الجوف بالذات لها رمزية كبيرة، لأن محافظة الجوف لها خصوصية كبيرة بما تحتويه في جوفها كأكبر احتياطي نفطي في شبة الجزيرة العربية، وان هذه المحافظة من خلال التعامل السياسي السعودي السابق (الخفي وغير المعلن) قبل الحرب مع الحكومة اليمنية، والذي تسرب بعد ذلك، يؤشر إلى ان الجوف تمثل في العقيدة السياسية للاسرة السعودية الحاكمة بالرياض خط احمر، وتعتبر ما في جوفها من نفط جزء لا يتجزء من احتياطاتها النفطية، وهي تسعى باستماتة الى الاستيلاء والسيطرة عليها بشتى الوسائل،  و منع اليمنين من إمكانية استخراج هذه الثروات والاستفادة منها.

بمعنى أوضح تأتي محافظة الجوف في مقدمة و قمة الاطماع السعودية الاجرامية والعدوانية تجاه الاراضي اليمنية بما فيها مأرب وحضرموت والمهرة وغيرها. و كلنا يتذكر تصريحات الرئيس الامريكي ترامب عندما كشف في أكثر من خطاب له  ان السعودية ما ذهبت في تدخلها العسكري الحالي في اليمن إلا من اجل  اخذ النفط اليمني و الاستيلاء عليه.

و لا ننسى ايضا ان الحكومة “الشرعية” بكل مكوناتها الداخلية تستميت في التشبث بهذه الورقة النفطية في الجوف ومأرب وشبوة وحضرموت من اجل الابقاء قوية و تقوية اوراقها التفاوضية.

الحوثيون بدورهم  تعمدوا استخدام مثل هذا الصاروخ المتطور في محافظة الجوف، و لم يستخدمونه إلى الآن في أي محافظة اخرى، من اجل هذا الغرض، و من ثم  قاموا بنشر عملية إسقاط الطائرة الحربية السعودية التوريندو بكل بوضوح، ليرسلوا عدة رسائل، مفادها  ان محافظة الجوف بالنسبة لهم تمثل ايضا خط احمر،  فلا تذهب السعودية بأحلامها و أمانيها بعيدا بخصوص محافظة الجوف، و ان ورقة سلاح الجو السعودي التي تعده السعودية الورقة  الرابحة لها، قادرين و نستطيع ان نسقطها من المعادلة، إذا تعلق الامر بمحافظة الجوف النفطية و الاستراتيجية.

بمعنى ان الطرفين حاليا يتحاورن بالنار بخصوص محافظة الجوف.  بعد ما حدث في نهم، و لم يتوصلا إلى التسوية المناسبة بينهم، و ارجو ان يسفر هذا التحاور سواء بالنار او بالسياسة العلنية او الخفية لصالح الشعب اليمني والدولة اليمنية، لأن الجوف ارض يمنية و كل شبر من ارض الجمهورية اليمنية سواء على سطحه أو في جوفه أو في سمائه هو ملكا لليمنيين.

ما يدور في الخفاء بين كل الاطراف لم يعلن و لا يزال معتم عليه، و لا زال هناك الكثير من الاوراق بيد كل الاطراف لم تستخدم او ستستخدم،  فمثلا السعودية تعلم ان اعترافها الرسمي  بالحوثيين كسلطة في صنعاء أو الشمال مهم جدا  للحوثيين و مستقبلهم هناك، و هكذا يحاول كل طرف استخدام ما يملك من اوراق لتمرير اهدافه و مصالحه.

فالعلاقة بين كل من امريكا و بريطانيا و السعودية و الامارات و ايران و الحوثيين و الانتقالي الجنوبي، و الحكومة الشرعية و غيرهم من الدول، ليست كلها علاقة حرب فقط، و إنما هناك الكثير من تقاطع الاهداف و المصالح بين كل هذه الاطراف على النحو الثنائي او الرباعي او الخماسي، و وفقا لمشاريع و أهداف كل طرف من هذه الاطراف.

في الاخير نقول  كيمنيين يجب علينا جميعا ان نبارك وبقوة إسقاط الطائرة الحربية في سماء الجوف، و ان نعتز و نسعد بامتلاك أي طرف يمني لهذه القوة و هذا السلاح المتطور في التقنية، سوا كان الحوثي او غيره من اليمنيين، و سنسعد كثيرا إذا كان الهدف منه تحيد السلاح الجوي لتحالف الغدر و العدوان من المعركة في اليمن، و انه بالمحصلة يجب ان تحدث المصالحة بين اليمنيين سوا طال الصراع بينهم أم قصر، و في النهاية ايضا كل ما يمتلكونه جميعا من قوة و سلاح هي قوة لليمن و ملك لليمنيين، و ما عليهم الا التشبث بوحدتهم الوطنية و بوحدة دولتهم مهما كانت الخلافات بينهم.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى