فضاء حر

كورونا ودور السلطات والمجتمع في اليمن

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

لحد الان ليس في اليمن بحمد الله اي حالة اصابة مؤكدة بالكورونا، ثلاث حالات اشتباه جميعها كانت نتائج فحوصاتها سلبية، و هذا الجانب المريح.

.. رغم كل الاحتياطات التي تمت في المنافذ من قبل سلطات الواقع يظل احتمال دخول مصابين للبلد قائم، و لا يمكن التقليل من احتمال ذلك، والفايرس سريع العدوى و أي تسرب لمصابين للداخل سينشرون الوباء بالجملة.

.. اليمن بلد ذو خصوصيات في هذا الجانب، فهو بلد، الصحة العامة فيه في ادنى مستوياتها و مناعة الناس متدنية، فنحن نعيش اوضاعا صعبة بسبب الحرب، و بسبب الفساد غذائيا و نفسيا و لياقة، و المنظومة الصحية في البلد من اردى الانظمة الصحية في العالم، فايطاليا ذات الـ 8000 سرير، لكل 100000 مواطن عجز نظامها الصحي عن التحمل و انهار، و ألمانيا ذات 33000 سرير لكل 100000 مواطن، و امريكا ذات الـ 24000 سرير لكل 100000 مواطن تواجه انظمتها الصحية ازمة حادة امام تفشي الوباء. فكيف بنا و نحن لا مقارنة لنظامنا الصحي بأنظمة هذه الدول، بلدنا فاشل اداريا و تسيطر عليه سلطات واقع لا تجيد غير التحشيد للقتال، و ترك كل مناحي الحياة للصدفة و لما يتبقى في العنق بعد الذبح من المساعدات و الاغاثات، و لم تتبنى أي من سلطات الواقع خطة طوارئ و البلد في حال حرب منذ خمس سنوات، فكيف ستدير هذه السلطات ازمة الوباء لو حلت لا قدر الله، و هذا هو الجانب المقلق.

.. سلطات الواقع عليها ان تعي ان الوباء اذا وصل الى البلد فالأمر ليس كما هو الحال في ظل الحرب و المجتمع لازال يتحرك ليجد ما يعتاش به فالوباء سيفرض توقف الحركة بشكل شبه كلي، و عليها ان تعد خطتها ليس للجانب الصحي فقط، و انما الجانب الغذائي و الامني و أول ذلك كيف ستطعم المجتمعات المحلية تحت سلطاتها اذا انقطعت الدخول وشلت الحركة..؟.

.. المجتمع ايضا عليه دور كبير و دوره ناجح و ان كان كثير لا يدرك ذلك فما تبقى لنا من امن و قوت للكثير ممن فقدوا اعمالهم كان المجتمع هو السبب الاول في الحفاظ على هذا القدر الباقي من الامن و من العيش. و عليه ان يتهيأ من الآن لتوظيف كل موارده الخاصة و الذاتية لمساندة بعضه ان حل الوباء لأن ذلك هو السبيل الوحيد لأن يدفع المجتمع ككل الخطر عن نفسه فالتقوقع و التفكير بالانعزال و ترك الاخر لمصيره لن يتم و لن يسلم احد.

.. الامر خطير و الامر اكثر من خطير و البلد تحت حكم سلطات بلا ذمة و بلا تأهيل و بلا قدرة..

.. ليحفظ الله اليمن و بشعبه الذي اثبت جدارته فيما مر سيكون جديرا بمواجهة الجائحة ان وصلت اليه.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى