فضاء حر

الأصولية مرض كل الأديان

يمنات

حسن الدولة

التطرف مرض تصاب به كل الديانات والإيديولوجيات قومية كانت او أممية؛ وقد توغل التطرف الإسلامي وانتشر منذ أن دعم من قبل امريكا وبتمويل ودعم من دول الخليج العربي وذلك لمواجهة الإشتراكية الأممية؛ وهكذا صار التطرف الإسلامي مرضا. باعتبار الأصولية مرض كل الأديان؛ فالأصولي يدعي انه يمتلك الحقيقة المطلقة؛ وأنه يمتلك من ثم؛ لا الحق فحسب بل والواجب أيضا في فرض تلك الحقيقة على الجميع ولو بالحديد والنار.

الأصولية الأسلامية نزعة استعمارية تريد ان تحكم العالم كما هي النزعة الإستعمارية الغربية التي بررت غزواتها وفتوحاتها بما قدرت أنه امتياز بنشر المسيحية التي تعتبرها فوق جميع الأديان؛ وبعد ان تراجعت كنائسها عن هذا الإدعاء ظل الغرب يعد نفسه مركزا للعالم والخالقة الوحيدة للقيم؛ فمنذ نهاية القرن التاسع عشر شاء الغرب ان يفرض على العالم ثقافته التقنية والتجارية التي اسماها بالحداثة.

وجميع الأصوليات الأخرى من الثورة الثقافية الصينية إلى التطرف الإسلامي هي ردود افعال على هذه الأصولية الاستعمارية الغربية دفاعا عن الذات وإنقاذا للهويات حتى ولو كانت تلك الهويات قديمة واسطورية غارقة في الخرافة إلا انها ظلت دعوة مبررة للدفاع عن الهوية ومعارضة للثقافة المستوردة مهما كانت اكثر تحضرا ورقيا إلا ان الحفاظ على ثقافة الأباء  الأجداد هي نزعات لا تقاوم؛ وحلم العودة إلى عصر ذهبي موغل في القدم لم يعد له صلة بالعصر هو حلم كل الأصوليات المتخلفة كإدعاء الإمامة القرشية على العالم تمسكا برواية وضعها فقهاء السلاطين لصالح حكام الملك العضوض ويندرج ضمن الدعوة القرشية الإمامية العلوية وكذلك الإدعاء الفارسي الذين يحلمون بخروج مهديهم من السرداب ليملأ الارض عدلا بعد أن ملئت جورا..!! .. اذا فالأصولية مرض كل الأديان كما هي مرض كل الإيديولوجيات ولا بد للأمة الإسلامية من التحلل منها والقطيعة مع تلك الأفكار الرجعية المتخلفة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى