فضاء حر

من أجل إنقاذ البلد وإخراجه من محنته

يمنات

صالح هبرة

البلد ينتظر رجاله الشرفاء من ساسة ومثقفين وقادة أحزاب وعلماء ومشايخ؛ لإنقاذه وإخراجه من محنته بعد ما آلت الأوضاع إلى ما آلت إليه؛ فالوضع العام لم يعد يحتمل أكثر.

فإلى متى ستقف تلك النخب موقف المتفرج وكأن أمر الوطن لا يعنيها..! أليس ما قد حصل من نزيف للدم، ونهب للثروات، وتلاعب بمقدرات شعب، وتمزق لوحدة الصف الداخلي؛ نتيجة عدم وجود دولة قوية ورؤية وطنية شاملة ينضوي الكل تحت لوائها، وترك الأمور تتحكم في تسييرها رغبات وأمزجة من لا يهمهم سوى مصالحهم ورغباتهم ولو على حساب حياة الشعب، إنْ في شمال اليمن أو جنوبه؛ ألا يكفي كل ذلك لأن تتحرك تلك العقول لاتخاذ موقف موحد ينقذ البلد ويخرج الشعب من محنته؟

إن الوضع أخطر من أن يحاول كل طرف استغلال ما يحصل لتبرير موقفه أو تسجيل نقطة على خصمه أو إثبات أنه… وأنه… ستغرق البلد وتقسّم ويضيع الكل.

إن الوضع يحتاج إلى وقفة جادة وصادقة من الكل لمواجهة هذا التحدي وإنقاذ ما تبقى، فكرامة اليمنيين من كرامة وطنهم مهما حاول أي طرف أن يتنصل.

الملكة بلقيس حافظت -في سياق استجابتها لدعوة نبي الله سليمان- على توازنها و استقلالية شخصيتها وشخصية مملكتها حينما قالت: (وأسلمت مع سليمان لله) ولم تقل لسليمان. ولم يؤثر ما نابها من الانبهار والدهشة -بنقل عرشها- على توازنها.

إنّ (ست سنوات) من الحرب قد ألقَت بظلالها على كل مظاهر الحياة، وانعكست سلباً على مجمل أوضاع الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وصار البلد يحتاج لأكثر من خمسين عاماً حتى يتعافى مما حل به، ولمْ ولنْ يجنِ الشعب من ورائها إلا الخسران.

الدم يمني، والطفل يمني، والأرملة يمنية، وكل خسارة مادية أو معنوية هي في الأول والأخير يمنية، والكل مجمع أن نتيجة أي حرب داخلية هو الدمار والخسران.

لذا أدعو العقلاء لاستيعاب خطورة المرحلة والعمل بروح الفريق الواحد لإنقاذ البلد وإخراجه من محنته.

وإننا نهيب بدعوة الدكتور أحمد عبيد بن دغر “لإجراء حوار يمني يمني”، وندعو الجميع أن يضموا أصواتهم إلى صوت العقل والمنطق والحرص؛ لأنه مهما تمكّن طرف من السيطرة الجغرافية فلن يتمكن من أن يخلق له قابلية في المجتمع ما لم يكن هناك توافق وطني على كيفية إدارة البلاد.

وأختم بقول المهلب بن أبي صفرة: تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً ** وإذا افترقن تكسرت آحادا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416

زر الذهاب إلى الأعلى