فضاء حر

تضامني مع الدكتور ياسين نعمان إزاء الفجور الذي يناله من شباب (الإصلاح)

يمنات

محمد ناجي أحمد

اعتاد الإخوان المسلمون في اليمن على التعزير بخصومهم، وتوجيه عواطف الناس ومشاعرهم الدينية، فلطالما تم تكفير الخصوم من خلال منابر المساجد، طيلة العقود المنصرمة، وفي السنوات الأخيرة عمد الإصلاح إلى توصيف كل من يرون فيه ضدية بأنه أمن قومي، عميل للإمارات، والسعودية، بخلط ولعب بمشاعر الناس. فكل وسيلة لإعدام الخصم معنويا هي مشروعة في عقيدتهم السياسية.
للدكتور ياسين سعيد نعمان سمة، أراها فائضة الإنسانية، تتبدى من خلال انفعاله، وسرعة استجابته للرد على مخالفيه، إذا شعر فيهم اللؤم، حقيقة أو توهما، وفي العديد منها يقع في تنميط الآخرين على أنهم أدوات تستهدفه.

أختلف مع الدكتور ياسين في تسويقه لثنائية جيوسياسية ، يراها الدكتور دولتين ونظام واحد. بل إن قياسه بين اليمن الذي يراه اتحاديا على طريقة الإمارات العربية قياس يقوم على المشابهة بين متغايرين…

لكن هذا الاختلاف مع فهمه لا يدفعني لتخوينه، فذلك اجتهاده لترميم الوحدة اليمنية التي عملت رؤوس الثعابين على إحداث العديد من الشروخ في جدرانها.
للإخوان المسلمين في اليمن خبرة متراكمة في اصطياد الخصم إلى مربع الانفعال بغية جعله ينهار عصبيا، ثم الانقضاض عليه بألسنة لا ترعوي في استخدام أقصى لغة عنفية وبذيئة، منذ عقد السبعينيات حين اخترعوا في مدرسة الثورة الثانوية بتعز حكاية تمزيق التلاميذ اليساريين في المدرسة للقرآن الكريم في الحمامات، والدور المتكامل بين قادة الإخوان في مجلس الشورى، ورئيس المجلس الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي طالب بإقامة حد الردة على الطلاب المنتمين لليسار- وبين الطلاب المنتمين للإخوان وفي مقدمتهم مهدي أمين سامي وصالح الجنيد رحمة الله تغشاهم.

إن كيفية تفكير قادة الإخوان تجد صداها لدى شبيبتهم!
مرورا بثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين حين كان شباب الإخوان/ الإصلاح يتحلقون بدوائر حول فريستهم، حتى ينهكوه ويحيلوه إلى كومة من التشنجات.
تلك طريقة الإخوان/ الإصلاح، وذلك نهجهم الأمني في إسقاط الخصوم، ومحاكمتهم داخل دوائر الموت بخازوق ألسنتهم.

تطورت وسائل الإخوان، وأصبحوا يقرؤون أغلفة الكتب والثقافة اليسارية، ويجيدون انتزاع عبارات ضاجة وشعاراتية من هذا الكتاب أو ذاك.

ولأن عقلية الخطيب تعتمد التأثير على المتلقي (الجمهور) فقد كانت القصة الوجدانية الشفهية وسيلته، واختراع حكايات متخيلة عن إفحام علماء الغرب، وإدخالهم في الدين الإسلامي أفواجا، بعد سهر متواصل لثلاثة أيام حسوما- فقد سار على هذا النهج شباب الإخوان/ الإصلاح في هذه السنوات الأخيرة، كانت ساحات 11فبراير مختبرا لهم كي يمتصوا مهارات اليساريين وثقافة المقاهي السياسية التي أدمن عليها اليسار، ويعيدوا مزجها بثقافة الخطابة وتقنياتهم اللغوية السماعية.

في هذه السنوات صار الحديث عن المعرفة الحداثية وما بعد حداثية، وعناوين الكتب، واستعراضها كميا، وتقديم أنفسهم ببهرجة صوتية وبصرية على أنهم أصحاب قدرات إعجازية في امتصاص المعرفة يصرونها إليهم ثم يبعثونها طيرا تحلق في فضاء الفكر!

ولأن المعرفة لديهم كم فإنهم يتحولون إلى براميل جوفاء تتضرجح أغلفة وأسماء مفكرين!

الكتاب لديهم ملخصات ميسرة، سرعان ما يتحول إلى عصا موسى!

ليس هناك بون كبير بين الأستاذ عبد المجيد الزنداني قاهر العلماء وفاتح الغرب بمساجلاته وإفحاماتهم وصولاته بإعجازاته “العلمية” مع أن العلم ليس معجزة، لكنه أحاله بخطابيته ومريديه والمال النفطي إلى إعجاز- وبين “الإصلاحيين الجدد” جميعهم ينطلقون من ذات المدرسة التربوية، إسقاط الخصوم بألسنة حداد، شديدة البطش في عنف لغتها. إنهم يجيدون استخدام اللغة ذخير حية للقتل، وبأعلى سقف للفجور، وسقف مفتوح من ادعاء المعرفة والزعم بقراءة آلاف الكتب، بتصفح سحري، يكفي أن يقرأ فيه عنوان الكتاب وملخصا عنه ليتم توظيفه في جدله ومساجلاته التي تفتقد لضمير المعرفة والاشتغال المخلص فيها ولها!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.

زر الذهاب إلى الأعلى