فضاء حر

ليت أحدكم يريد الإنتصار لليمن

يمنات

نايف المشرع

لم يعد لديكم وقت طويل لإنقاذ البلد بينما أنتم تراهنوا على الوقت لعلكم تحققوا إنتصار وليت أحدكم يريد الإنتصار لليمن بل لنفسه!، وهذا لن يتحقق إن خسر البلد، لن يكسب أحد سواء من كانوا في الداخل أو من ذهبوا للخارج الكل خسران..

بعد سبعة اعوام من الحرب في بلد فقير ومشلول كاليمن، مستحيل ينتصر فيه أحد غير الجماعات الأرهابية التي يتم أعدادها وتجهيزها هنا أو هناك وربما في صفوف الجميع…!!

لن ينتصر غير الأرهاب والفساد وتجار السلاح وأمراء الحروب..!

لم يعد أحدا بعد سبع سنوات من الحرب يعرف ماذا في صفوفه أو إلى أين يذهب؟

لم تعد حكومة”الشرعية” تعرف من هم جنودها ومن هم موظفيها؟

طالما صار كل فصيل يتحرك بإرادة أطراف محلية او دولية خفية دون الرجوع إليها ويمارسا ممارسات لا تليق باي سلطة أن تمارسها!!‏‎

ولم تعد تعرف حكومة الحوثيين في صنعاء من هم جنودها ومن هم موظفيها!!

طالما صار هناك أكثر من فصيل وتيار تختلف مصادر توجهاتهم وإرتباطاتهم وولاءاتهم ولو التقوا مساء لمشاهدة شاشة واحدة!!

لقد تعمد الطرفين أستقطاب الأتباع والمجندين وفق إيدلوجيا دينيه وفئوية ومناطقية مما أحدث شرخ كبير وسط المجتمع اليمني، وفوق ذلك تعمد الطرفين إلى ما أسموه غربلة وتطهير أجهزة الدولة، من المخالفين والمعارضين لهم وإستبدالهم بأتباع محسوبين عليهم لا يفقهون مفهوم إدارة الدولة!!

والأخطر من ذالك أن هذا السلوك فتح الباب أمام لوبيات وشبكات الفساد وسمح لها بالبقاء ضمن أجهزة الدولة، فهوامير الفساد استطاعوا إن يستمروا في نخر أجهزة الدولة وحافظوا على مكاناتهم ومراكز نفوذهم برفع شعار ورمي أخر، بقصات شعر وبوسائل عديده !!

واستغلوا الموظفين الجداد واقحموهم في الفساد لدرجة أنهم صاروا اكثر منهم فسادا، لقد أسهم تسريح موظفي الدولة الذين ليسوا محسوبين على طرف من أطراف الصراع وإستبدالهم في التغطية على الفاسدين، ولم يعد طرف من اطراف الصراع يستطيع معرفة الفاسدين أو محاسبتهم، طالما قد افسدوا الموظفين المحسوبين عليه!!

إيرادات الدولة لم تعد تصل إلى القنوات التي يجب ان تصل إليها والإستفادة منها بتقديم الخدمات للمواطنين، رغم حجمها الكبير والمتزايد بمزيد من رفع نسبة الضرائب والجمارك ومزيدا من الجبايات والأتاوات تحت عدت عناوين بقانون وبدون قانون،!!

إن كل هذا الفشل الفادح في كل الجوانب العسكرية، والأمنية، والأقتصادية والسياسية، للطرفين كافيا لمراجعة حساباتهم، والذهاب نحو وقف الحرب والأقتتال، خاصة وإن الشعب قد وصل إلى مرحلة خطرة لم يعد يستطيع تحملها اكثر من سبع سنوات، بعد أن تخلى الطرفين عن تقديم الخدمات للمواطنين القاطنين ضمن الجغرافيا التي يسيطرون عليها!!

إن الرهان على كسب مزيدا من الوقت لتحقيق إنتصار يعد خطأ كبير سيدفع ثمنه الجميع، بدون إستثنى ولا منتصر في استمرار هذا الحرب العبثية غير الأرهاب ومن يريدون تمزيق البلد وتقاسمه بعد أن استطاع الوكلاء في الداخل أحداث شرخ كبير في وحدة المجتمع اليمني المتعايش!!

إن وقف الحرب هو الخيار الأفضل للجميع ولمن أراد الأنتصار لليمن!!

فمن يريد الإنتصار لليمن سينتصر ومن يريد الإنتصار لنفسه سيهزم امام اليمن إرضا وإنسانا كما هزم من قبله والعاقبة للمعتبرين من دروس الماضي!! ‏‎

‏‎ ‎للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
زر الذهاب إلى الأعلى