فضاء حر

أنتم أكبر من أن تقعوا ضحايا

يمنات

شوقي نعمان

إلى الشباب والأصدقاء المهرولين إلى أحضان الأحزاب والجماعات الدينية المتشددة…!

يجب أن تدركوا أنكم ضحايا أولئك الذين يسوقون لكم فكرة الأحزاب والتطرف قبل حصولكم على المعرفة الكاملة بواقعها وتاريخها وكل ما يترتب عليها.

صدقوني أن الإيمان بما يمليه علينا الآخرين هو الغباء ذاته هي العبودية ذاتها،هو الكفر بدور العقل والمنطق.
لماذا تؤمنون بشيء قبل ان تدركوا حقيقته الكاملة وتاريخه الماضي والحاضر.

صدقوني كل الجماعات والمكونات تسرق مستقبلكم وخبزكم وتصادر حريتكم أيضا…

الجهل هو أن تؤمن بشيء أو تقتنع بفكرة لا تمتلك أدنى سبل المعرفة عنها ولا مبررات لقناعتك حتى تقع فريسة لهم.

يجب أن تعرفوا أن مستقبلكم أهم من كل الأوهام وأن التراكم العلمي والمعرفي والثقافي هو الحزب الحقيقي وهو بوابة للتنافس عنك من كل الأطياف

أصدقائي وأبنائي أنتم في سن الأخذ وليس في سن العطاء في مرحلة يجب أن تكتسبوا من خلالها العلم والمعرفة وقراءة الواقع قراءة عميقة قبل تحديد وجهتك السياسية الفكرية وربما الدينية حتى إذا لم أكن مبالغا بالعقل ..!

لا تقعوا بالفخ ولا تكونوا مطايا للآخرين يحققوا بكم أهدافهم الخاصة ومصالحهم الأنانية
لديكم أهداف خاصة بكم وعائلات تنتظركم لتفتخر بكم وبمستواكم العلمي …

هنا لا أمانع أو اعارض عن ان تكون في حزب أو كيان، إنما امنح العقل مزيدا من الفرص ليسموا ويتزود بالمعرفة
أخشى عليكم يا أبنائي من الغرق في بحر تعبرونه بغير قناعتكم الشخصية نتيجة قصوركم واطماع الآخرين وأخاف وانتم بلا شراع أو منقذ حقيقي يؤمن لكم خطواتكم الغير واثقة والغير ثابته..

هنا الامواج هائجة والتيارات بعضها باردة والبعض الآخر حامية حد الذوبان في هذه القرارات المصيرية لا يوجد منطقة معتدلة، اما ان تعبر الطوفان وتنجوا أو تنجرف معه الجحيم الأبدي والتاريخ لا يمنحك أكثر من فرصة..!

كونوا بخير يا أبنائي وداعبوا السياسة بعقل وحكمة كمن يداعب فتاة مكسية بالجمال والقبح معا
أرجوكم لا تفقدوا إتزانكم ولا وسطيتكم واعتدالكم.

لا تسمحوا لأحد يبيع لكم الوهم في سن مبكر، ربما ستفقدوا شغفكم بالحياة وستنساب من بين أيديكم أحلامكم وأهدافكم ومستقبلكم أيضا.

صدقوني أن التعصب لفكرة أو لدين أو لمذهب أو لجماعة يعد تعصب أعمى يفقد الإنسان من خلاله اتزانه وكل طرق المعرفة التي يجب ان يحصل عليها بشكل اكبر ومن كل البحور في هذه سن الشباب تحديدا..
أنتم أكبر من الوهم والأحلام الوردية .. أنتم أكبر من أن تقعوا ضحايا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى