فضاء حر

الحرب بين نقيضين “صعدة وتعز انموذجا”

يمنات

شبيب منصور

وانا اشاهد بشاعة الجرائم التي يرتكبها التحالف بحق المدنيين في محافظة السلام صعدة , لاح في خاطري مقارنة بسيطة بين محافظة الثقافة ومحافظة السلام ..

كلا المحافظتين نالتا النصيب الاوفر من تداعيات هذه الحرب وذاك العدوان البربري الغاشم سواء كانت هذه التداعيات في عدد الارواح التي ازهقت او البنية التحتيه التي دمرت ..

الا ان الفارق بين كلاهما جوهري فالاولى مدينة الثقافة اهينت ودمرت وعبثت بها الجماعات الملشاوية المسلحه , رغم انها سخرت نفسها وابنائها ليكونو اداه تبطش هنا وهناك تحت لواء المعتدي الغاصب , ليمزق ويفكك لحمة الوطن .. ورغم كل هذا الرضوخ والاستكانة لم يشفع لها هذا الانجرار الرخيص لتنجو بنفسها من ويلات حلفائها , فكانت مسرحا خصبا ليمارس فيه حلفائها قاعدة( فرق تسد) وبهذا تكون مدينة الثقافة سببا رئيس في كل ما حاق بها من ويلات هذه الحرب , وستجد عندما تفيق من سباتها انها قد وصمت بوصمة عار سيظل يلازمها وابنائها مدى الازمان ….

اما الثانية مدينة السلام وان دمرت وازهقت ارواح ابنائها , سيظل ما يحدث بها رغم حقارته مبعث فخرا واعتزاز لابنائها اولا ولكل ابناء الوطن الصادقين ثانيا , فهيا قد سخرت نفسها وابنائها لحمل راية العز والشرف , راية الذود عن حياض الوطن والحفاظ عليه …

ان الفرق بين من جلب لنفسه عظائم الامور بقنعه واختياره , وارتضى ان تكون محافظته مرتعا للمجرمين وشذاذ الافق , ووقع صك عبوديته بيديه بتحالفه مع المعتدين المحتلين لوطنه , وبين من فرضت عليه مثالب الامور كونه اختار ان ينحاز لعرضه وشرفه , وان يحمل راية الجهاد مدافعا عن كرامته , وان يقف حجر عثره امام مشروع تقسيم اليمن , فرق شاسع بين يجعل مما يحدث درس وعظة للاجيال القادمة ..

ان كل مايصيب المرء من سوء مهما كانت حدته , يتضئال ويتلاشي رويدا رويدا ان كانت هذه التضحيات من اجل هدف سامي وغالي فما بالكم ان كان هذا الهدف هو الوطن , الارض والهويه , اما مايصيب اصحاب المشاريع الضيقة الافق , عباد الريال والدرهم من سوء فلا دواء له , لانه سيظل لصيق بهم كالندبة يذكرهم بسوء ما اقترفت اياديهم …

وحدها الشدائد من تمتحن معادن الرجال , ووحدها الحروب من تفرز الوطني الغيور من التابع الذليل …

صعدة محافظة السلام تنتصر رغم كل الالم , وتخسر تعز محافظة الثقافة رغم كل ماطالها من ضرر 

زر الذهاب إلى الأعلى