فضاء حر

لماذا يرحل الانقياء..؟ م/عبد الناصر أنموذجا..!!

يمنات

شبيب منصور الشيخ

لماذا يرحل الانقياء، الصالحون، لماذا..؟ و لماذا..؟ أسئلة عديدة لا حصر لها، لا تنفك أن تبارح خيالي..

هذة الحياة ليست عادلة، يكمن الشر بين ثنايا تفاصيلها، فيها شذوذ في المعايير التي تحتكم اليها في تسيير تفاصيل حياتنا..

فليس عدلا و لا من الإنصاف، أن يرحل المهندس عبد الناصر عبد الله القباطي، مقتولا، مسفوكا دمه، دون ذنب أو جريرة، في لحظة غضب و عصبية من قاتل ليس بينه و بينه إلا كل حب و احترام و جيره..

قاتل كان بحد ذاته ضحية للظروف و ضغوط هذه الحياة الجائرة، ضحية لظروف وطن، أكلت فيه الحروب كل معاني الإنسانية، مثلما أكلت الأخضر و اليابس من مقدراتها، التي كانت هي الأخرى في حكم العدم..

وضع اقتصادي بائس، أحال العديد من الأشخاص إلى معاتيه يعانون من أمراض نفسية معقدة، تضيق بهم الحياة مرة، و يضيقون منها آلاف المرات، و في لحظة فاصلة ليس لها عنوان أو موعد، ينفرط العقد و تخرج الأمور عن السيطرة، فنكون على موعد مع نكبة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، مثلما حدث في قضية مقتل المهندس عبد الناصر رحمة الله عليه..

رحل المقتول، كما رحل القاتل، و كما رحل من قبلهما الألف من الضحايا قتلا في حرب لا أفق لها و لا شرعية، حرب حطبها الأبرياء، و ضحاياها بصورة مباشرة أو غير مباشرة الأبرياء.

رحمة الله تغشاك يا صديقي العزيز، كان ألم فراقك مفجعا و مؤلما، و صدمة سماع نعيك بهذه الطريقة الاليمة لوصف لوقعها على نفوسنا .. نم قرير العين، فكل من عرفك و سمع بفاجعتك لايألوا جهدا في الدعاء لك و قراءة ما تيسر من القرآن لروحك الطاهرة، التي لم تجرح أو تزعل أحد منك، عشت نقيا صالحا، و رحلت مظلوما لا ظالما، رحمة الله عليك، و ألهم أهلك و ذويك الصبر و السلوان، و اعانهم الله على تقبل هذه الفاجعة، مستعينين بصبر نبي الله ايوب.

و إنشاء الله أن تكون فجيعتنا بك، آخر الاحزان، و مفتاحا لانتهاء كل الأسباب التي أدت إلى ما حصل معك، و انتهاء لهذه الحرب اللعينة التي تضطرد تداعياتها يوما بعد يوم، و يكثر ضحاياها يوما بعد يوم، و نسأل من الله العلي القدير أن لا يرينا أي مكروه آخر.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى