فضاء حر

اتفاق جدة تاكيد على حقيقة الصراع على السلطة

يمنات

شبيب منصور

بحقيبتين وزرايتين و منصب محافظ إحدى المحافظات الجنوبية ، اتضح حقيقة ماجرى في عدن ، فقد كان الأمر جولة من جولات الصراع على السلطة ، لم يكن الهدف الجنوب ولا قضية الجنوب ، لا ، البحث عن تقرير المصير (الانفصال) ، ولا انتزاع حكم ذاتي …

القضية كانت فرض واقع جديد بقوة السلاح ، لتحسين شروط التفاوض ، و انتزاع اكبر عدد ممكن من الحقائب الوزارية ، ومناصب الادارة المحلية ، والعديد من مناصب الهيئات والمؤسسات والإدارات الايرادية ، وأخذ شرعية تمثيل الجنوب والجنوبيين في كل شاردة وواردة ضمن إطار الدولة …

و في الاخير انحسرت هذة الأحلام ، وتم تحجيمها ، بحقيبتين وزاريتين ومنصب محافظ ، فالطواهش الذين يحومون حول الكعكة كثر ، والديوك في كل منطقة ، وفي كل حزب أو جماعة أو مكون كثر ، والكل يريد من الكعكة نصيب ….

سيختلف الفرقاء رغم اتفاقهم هذا ، وستتقاطع المصالح مع بعضها ، فإنشاء حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب ، أمر سيدعو للاختلاف ، فلا الجنوبيون سيتفقون على آلية لإختيار ممثليهم ، ولا الشماليين أيضا ، ستقف المناطقية حجر عثره أمامهم ، فكلا سيتعصب لمحافظته ، وكلا سيتعصب لحزبه أو جماعته أو مكونه ، سنحتاج الى وقت مستقطع طويل ، لرأب الصدع بين الجميع ، لنتمكن من إدخال هذا الإتفاق في حيز التنفيذ …

الصراع على السلطة ، هو دافع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة ، لخلط الأوراق ، و استباحة كل المحظورات ، وتجاوز كل الخطوط الحمراء ، برعاية الممولين الاقليميين ، سيتلاشي هذا الإتفاق كما تلاشي اتفاق السلم والشراكة ، وسيظهر الشيطان من بين التفاصيل ، وستستمر فصول الصراع على السلطة ، إلا أن يقيض الله لليمن واليمنيين ، نخبة سياسية وطنية تحترم نفسها وتحترم شعبها ، وتعشق تراب أرضها …

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى