فضاء حر

هذه ثورتنا وهذه نتائجها

يمنات

يؤسفني أن أكون وقحاً حد الاعتراف بأن مفردة ثورة صارت تقرفني، وقد تحولت إلى علكة لبان رخيصة في أنتن الأشداق.. علكة يلصقها الرعاع على مقاعد المواصلات العامة ومؤخرات النساء العابرات وكراريس أطفال الروضة وعلى آخر شجيرات المدينة القاحلة؛ من قبيل التحرُّش المنتشي الزاهي…

الآن يعود شهريارات القبيلة والدين والسياسة والجنس بأرسخ مما كانوا عليه رافلين في مسوح الفاتحين، ليقرفصوا على ظهر بلد تؤمن المرأة فيه بلحية الكاهن أكثر من إيمانها بوجهها، ولا يرى أقنانُه أبعد من سور الإقطاعية وكرباج الشيخ،وعيون رعاياه لا تعلو على الحاجب،مخافة كَسْر نواميس الله وفطرته التي فطر الناس عليها…..
إن لم تكن الثورة قد أطاحت بكل ذلك فبماذا أطاحت إذن؟! وما هي الثورة؟!

وإذا كانت أكثريةُ «الثوار» مجازاً تُبارك التعاطي مع البلد ككعكةٍ تتشاطرها عصابتان وترى في السِّفاح السياسي على «فراش نَجْد» شرفاً؛ وفي الجزمة الأمريكية المتموضعة فوق رؤوس البشر بامتداد الخارطة تتويجاً ليبرالياً…
إذا كانت الأكثرية الثورية «مجازاً» تقبل بكل هذا الهوان والدهس والاستحمار والقوادة الفاضحة؛ فماذا ترفض؟ّ!
وعلى أي شيء تثور إذاً ؟!..

وما الذي يتبقى من ماء وجه الثورة حين تتعرَّى من راديكاليتها وزُهدها الثوري ونقائها و تدخل «كباريهات فن الممكن» ؟!
لا شيء تَغيَّر بالمُطلق سوى أن البلد الذي يعاني من فقر الدم ارتفع منسوب نزيفه؛

سوى أنه لا يزال محاصراً بخيارين عريقين:
«أن يُحزِّم خصره بعقال نَجْد أو أن يعلق هذا العقال على عنقه مشنقة!»…

لا شيء سوى أنني أحاول كالعادة سبر أغوار الخدوش وإحصاء خسائر بلد يدفع الكثير ولا يحصد شيئاً.
 

زر الذهاب إلى الأعلى