فضاء حر

تكنولوجيا القيامة

 

ارتعدت فرائصنا رعبا من ظهور القطار، والسيارة ، والطائرة ، ومن التلغراف ، والتلفون ، والتلفزيون ، وكنا كلما ظهر اختراع جديد – يقرب المسافة بين اقطار العالم وبين البشر، ويجعل التواصل اسهل – فُجعنا وصرخنا وزوبعنا وحرّمنا ومنعنا وأقمنا سداً من الفتاوى وقلنا بأن هذا الاختراع او ذاك من علامات اقتراب الساعة .

وامام هذا الاعصار التكنولوجي وبعد ان عجزت صرخاتنا وصلواتنا وفتاوانا من ايقافه لم يعد امامنا سوى القبول بهذه التكنولوجيا والتعايش معها.

ولكن ليس معنى هذا ان العلم انتصر على جهلنا او ان التكنولوجيا انتصرت على ايديولوجيتنا ، وانما الذي حدث هو ان ايديولوجيتنا عرفت كيف توضف وتسخر التكنولوجيا اهدافها.

بمعنى آخر فإن ايديولوجينا التي كانت ترى في كل اختراع علامة من علامات قيام الساعة استطاعت بمساعدة هذه الاختراعات العصرية من نشر وتعميم وتعميق الجهل حتى يمكن القول اننا بفضل تكنولوجيا الاقمار الصناعية صرنا اليوم اكثر معرفة بأهوال يوم القيامة.

صحيفة – اليمن اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى