فضاء حر

إلى الذين يهاجمون القاضي حاشد

القاضي احمد سيف حاشد هامة من هامات الثورة والنضال ضد الفساد، فوجئت كثيرا ان هناك من شباب الثورة الذين لايتريثون بالحكم على الاخرين, وبالذات على قاده الثورة النبلاء فعلا ومن ثاروا ضد الفساد من سنين ورفضوا المناصب والمال، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر استاذنا القدير احمد سيف حاشد، والذي كانت له مواقف مشرفه.. فهو مناصر لقضايا المظلومين كقضية ابناء الجعاشن ومواقف اخرى لا ينكرها الا جاحد.

واليوم يوجه لهم انتقادات لاذعة لأجل انه ذكر الحقائق كي يعيد الناس تصحيح قيمهم ومبادئهم ومطالبهم واهدافهم الثورية.

استغربت كثيرا هجوم بعضهم عليه بسبب مقال نشره بعنوان (مشاهد من ثقافة الكراهية في عدن) واتهامه بأنه اساء للحراك.. أي حراك هذا الذي لغته الحقد على كل اتٍ من المحافظات اليمنية الاخرى.. حراك لا يجيد غير لغة الكراهية والعنف، هناك حراك وحدوي وهو من يستحق الدعم والاشادة، لا حراك عنصري فج يريد تفتيت الجنوب الى دويلات بحكم الجينات والالقاب.. قمة السذاجة والعبط ان نؤيد مثل هؤلاء الصغار المعبأين تعبئة سياسية خاطئة، قد يكون المخلوع له دور فيها بواسطة الامن.

فهناك الاف الاسر استوطنت عدن منذ الاحتلال البريطاني، فجدي مثلا من مواليد عدن وقد توفى رحمه الله منذ 90 عاما في مدينة فيها، ومعظم سكان عدن وتجارها منذ الاحتلال البريطاني من محافظة تعز وقلة من المحافظات الاخرى، ومعظمهم يحملون القاب مسقط رأس اجدادهم مثل العريقي والقدسي والحكيمي والعزعزي وهلم جرا..

فهل هؤلاء يريدون زرع ثقافة البدون الكويتية، ولو افترضنا سلفا ذلك, فالكويتيون لم يعطون الجنسية لأناس استوطنوا بلادهم من عشرات السنين ومن خارج الكويت، رغم ان العربي يحصل على الجنسية في أي بلد في العالم وعلى رأسهم دول العالم الاول في اوروبا واميركا، إذا عاش فيها 10 سنين متخفيا، وفي اميركا يحصل الاب والام والاخوان على الجنسية بمجرد امتلاك احد افراد الأسرة لها، سوى عن طريق الميلاد او عن طريق الشركات التي يعمل بها هذا القريب.

ان من اساءوا للقاضي احمد سيف حاشد مخطئون وعليهم النظر بعين ثاقبة لما يجري اليوم في عدن من عنصرية قاتلة ستقضي على الجميع، والمقال واقعي وصحيح كل ما اورده فيه حاشد من شواهد على العنصرية.

لقد سمعت كثيرا من الناس يشتكون من تلك النظرة العنصرية منذ فترة، وليس من اليوم. بعد حرب 94 يستخدمون لفظة "دحباشي" حتى مع طلاب المدارس التي قطنت أسرهم عدن ابان الوحدة، لكنها كانت غير ظاهرة، أما اليوم فقد غذيت واستعرت في نفوس الشباب المتهور والناس غير الواعيين، والذين لاهم لهم الا السيطرة على اموال واملاك اناس من اصول شمالية.

لالا.. عدن الحبيبة ستظل جزء غالي من يمننا الاكثر غلاوة على قلوبنا وسوف نتصدى لكل من يريد غرس هذه البدرة الخبيثة في نفوس الشباب – بذرة العنصرية والكراهية المقيتة.

 وهذه السطور هي جزء من مقالة حاشد (ماذا حدث لعدن وماذا حدث للحراك ؟!! هل صار البلاطجة يد الحراك ووسائله لإيصال رسائله للناس ؟ّ!! ولماذا عدن اليوم صارت عشرون إمارة وإمارة ؟!! هل نال منها المرض كل هذا الوجع أم هي صارت على حد وصف صديقي محمد الصلوي " تعالج صداعها بأسبرين منتهي الصلاحية" .. عدن التي عرفناها تختلف.. عدن التي عرفناها مملوءة بالطيبة والحب والجمال حتى في اشد لحظات انكساراتها..  قيادي في الحراك كان إلى عهد غير بعيد ضابط بالأمن القومي يقول لأستاذ جامعي يعمل في جامعة عدن "سوف نصفيكم وندخل بيوتكم ونستبيح أعراضكم".. ولماذا يعمل هذا ؟! يعمل هذا لأن الاسم الثاني والثالث يوحي أنه من الشمال في حين أنه في الحقيقة من مواليد عدن أباً عن جد.. هل صار الأمن القومي يقود الحراك في عدن ؟!! هل أنتصر علي عبد الله صالح عليها وورثها مائة سنة قادمة نحتاجها لنتحرر من موروثه وأمراضه.. هل من يدعون أنهم قادة الحراك قد صاروا دون وعي ينفذون سياسات صالح التي عجز عن تحقيقها وهو على رأس السلطة ؟)!!

زر الذهاب إلى الأعلى