فضاء حر

المحاصصة الكارثية بلغة هادي وباسندوة

يمنات

 المتتبع للأحداث الثورية والسياسية التي شهدتها الساحة الوطنية وبالذات من بعد جمعة الكرامة 18/3/2011م حتى يومنا سيجد من يغوص بعمق في هذا المضمار "المحاصصة" بأن الهيكل العام للسلطة الحالية من رئيس الجمهورية الوفاقي إلى رئيس الوزراء الوفاقي أيضاً قد بشكل غير مباشر للمحاصصة الدولية خضعت بين قطبين دوليين:

1-   عبد ربه هادي من نصيب أمريكا وأخواتها.

2-   باسندوة من نصيب السعودية وأخواتها.

ونتج عنها محاصصة داخلية في الجهاز الإداري للدولة مدني وعسكري تنفذ باستمرار على مراحل زمنية من خلال مسرحيات هزيلة.. أتناول الإشارة لنموذج من عناوينها باختصار كالتالي:

أولاً: المحاصصة الدولية لتشكيل السلطة اليمنية.

أ‌-      تم التوافق المبطن بين الدول الراعية للمبادرة الخليجية أوروبية خليجية على أن يكون عبد ربه هادي رئيساً لليمن من نصيب الدول الأوروبية الراعية للمبادرة وهي من اقترحت إصدار قرار أممي بتنحيه صالح وتنصب هادي بدلاً عنه وإجراء انتخابات شكلية لهذا البرنامج وأعتبر من وجهة نظري بأن تلك الانتخابات مسرحية هزيلة بكل المقاييس لتنحي صالح وتنصيب هادي بحيث يكون له طابع شرعي.

وبالتالي يعد هادي جاء عبر البوابة الأوروبية بحكم تأثره في الانجلو امريكي فأصبح من حصتها "في برنامج المحاصصة الدولية".

ب‌-  من المحتمل بأن رئيس حكومة الوفاق باسندوة هو ضمن المحاصصة الدولية فكان من نصيب دول الخليج على غرار الدول الأوروبية التي أخذت حصتها بهادي.. ربما قالت للسعودية وأخواتها نصيبي من المحاصصة الدولية رئيس حكومة الوفاق..

ت‌-  القاسم المشترك بين هادي وسندوة في تنفيذ البرنامج الأمريكي السعودي الصهيوني.

يتولى الطرفين هادي وباسندوة.. الالتزام  بمعايير تنفذ ما يملى عليهم من الخارج.. وفقاً للمهام الموكلة إليهم وبحيث يتولى هادي وسندوة تنفيذ برنامج المحاصصة الداخلية وفقاً لرغبات أمريكية سعودية ربما على ضوء مشروع خضعت دراسته لبرنامج مشترك بين السعوديين والأوروبيين من خلال ما تم تنفيذه وما هو قيد التنفيذ.. هي ربما أيضاً منبثقة عن المحاصصة الدولية المذكورة سلفاً من وجهت نظري الشخصية..

فالمحاصصة الداخلية المنفذة وقيد التنفيذ هي كارثية بكل ما تعنية الكلمة من معنى ولا تخدم اليمن واليمنيين.. وهي وصمة عار منحوتة في جبين هادي وباسندوة.

ث‌-  المحاصصة الداخلية..

كل ذي عقل ومنطق العقل وعين العقل من اليمنيين الغيورين على هذا الوطن أرضاً وإنساناً يعتبر أن المحاصصة التي نفذت وقيد التنفيذ هي جزء من المؤامرات الخارجية ضد اليمن واليمنيين وبإشراف الجارة بل تعتبر كارثية كما ذكرته أنفاً على هذا البلد حاضراً ومستقبلاً، ويترتب عليها مزيداَ من المشكلات البالغة التعقيد على كل الصعد.. وليست حلاً لكل القضايا التي تتطلب حلاً  جذرياَ وفق مشروع وطني مدروس..

دعونا نترحم بعض جوانب هذه المحاصصة الداخلية من عدة اتجاهات:

1-   المحاصصة من ناحية الثورة السلمية:

–         تعتبر المحاصصة محرمة بلغة الثورة السلمية وخارجة عن أهدافها فلا يوجد بند في أهداف الثورة اسمه محاصصة.. بل تغيير يفضي إلى بناء دولة مدنية.

–         تعتبر المحاصصة إحدى الوسائل المحافظة على الفساد والفاسدين والقتلة والمجرمين.. وهذا عكس أهداف الثورة.

–         تعتبر المحاصصة إحدى العوائق أمام بناء دولة مدنية والتي تتطلب قضاء مستقل وليس بوليسي كما كان أو تكفيري كما هو راهناً.

–         تعتبر المحاصصة إحدى عوائق المشروع التنموي برمته.

–         تعتبر المحاصصة إحدى العوامل لتنامي الإرهاب والفساد وتفاقم المشكلات.

–         تعتبر المحاصصة إحدى الوسائل لقتل قضيتي الجنوب وصعدة ومظلومية تعز+ قضية تهامة و.. و…الخ.

–         تعتبر المحاصصة إحدى الوسائل لتنفيذ مشاريع مؤامراتية تصدر من الخارج وتنفذها أجندتها في الداخل (المؤتمر+ الإصلاح).

–         يترتب عليها جعل عشرات الآلاف من المؤهلين بجهاز الدولة الغير محسوبيين على قطبي المحاصصة "مؤتمر+ إصلاح" بطالة مقنعة وهذا من ضمن كوارث المحاصصة.

–         تعتبر المحاصصة إحدى الوسائل الاستهدافية الغير مباشرة للأحزاب الوطنية العريقة ومنها الحزب الاشتراكي كما هو جاري وبقية الأحزاب ذات التوجه الوطني والحوثيين وغيرهم من غير القطبين (المؤتمر+ حزب الإصلاح).

–         تعتبر المحاصصة هي النافذة الوحيدة التي تتيح للأمريكان على وجه الخصوص بانتهاك سيادة اليمن من خلال بناء قواعد عسكرية لها عبر هادي وباسندوة سواءً تحت مبرر مكافحة الإرهاب أو حماية الهيئات الدبلوماسية واستهداف تيارات سياسية وطنية عبرهم وبدعم من أجندتهم وخصوصاً الأجندة التكفيرية الذي برز مؤخراً بأنهم على وفاق واتفاق مع الأمريكان والسعوديين.

إذاً على هذا الأساس فإن المحاصصة هي جريمة بامتياز وهي إحدى الجرائم التي ترتكب راهناً في حق اليمن واليمنيين.. والذي يتولى تنفيذها هادي وسندوة ومن خلفهم قوى التكفير التي تسعى لاغتيال مشروع الدولة المدنية تمهيداَ لمشروعهم المتطرف وهو بناء دولة لا مدنية بل تكفيرية حصرياً عليهم الأمر الذي يستدعى منا جميعاً التوجه السريع لأعتراض تلك المحاصصات الكارثية وإيصال اعتراضنا ورفضنا لهذه المحاصصة الكارثية وإيصال صوتنا للرأي العام الخارجي والداخلي من خلال الإسراع بدعم مشروع الإنقاذ الثوري باعتباره بوابة الولوج لإنقاذ وطن برمته..

ولم يبقى أن نقول لصناع القرار بالسلطة الوفاقية وقوى التكفير كفى ضحك على الذقون وكفى مؤامرات ضد هذا البلد.. كفى محاصصة كارثية كفى كفى..

"ويا نار كوني برداً وسلاماً على اليمن واليمنيين من خطر المحاصصة الكارثية"

فهمي اليوسفي..

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى