فضاء حر

الفيتو الكارثي وغير الشرعي لـ”علي محسن”

يمنات

منذ انضمام الجنرال علي محسن للثورة في 19/3/2011م قلت في قرارة ذاتي هذه أول نكسة للثورة والثوار, فعندما كنت أسمع حديثه عبر وسائل الاعلام بانه لم يعد يرغب ببقائه في السلطة او في المسرح العسكري وسوف يتركها بعد تنحي الرئيس السابق ويتفرغ لكتابة مذكراته الامر الذي جعلني أخاطب ذاتي بذلك الحين واقول اتمنى أن يكون كلامه صحيحاً ويعلن التوبة عن كل أخطائه وجرائمه السياسية من الماضي للحاضر ويكشف كل ما بجعبته من أسرار.

ها هي الايام قد برهنت العكس بل أبرزت ما يخفيه العقل الباطن لهذا الشخص مع بروز ملامح عابرة قد توحى بطبخات تآمرية لقوى التكفير برعايته فحديثة لصحيفة الشرق الأوسط لو عملنا على ترجمته بدقة وعمق من عدة زوايا سنجد نقيض تلك الوعود التي قالها منذ انضمامه للساحة وحديثه مع هذه الصحيفة مؤشر على أنه يفكر بعقلية انقلابية مبطنة وفقاً لمشروع مدروس لبناء دولة حصريا على قوى التكفير وعلى نفس النموذج الطلباني إن جاز التشبيه والتلميح خارطة طريقها السيطرة الكاملة على المؤسسة العسكرية والامنية وبناء مليشيات من نفس التيار الوهابي المتوحش.

برهن حديثه مع هذه الصحيفة بشكل غير مباشر ومواقفه خصوصا في الفترة الاخيرة بأنه ضد أي توجه صوب بناء دولة مدنية.

فلو كان يتحمل مسؤولية كلامه لعمل على تنفيذ قرارات الرئيس هادي رغم أن قائد الحرس الجمهوري نجل الرئيس السابق اندهشنا جميعاً من موقفه إزاء تلك القرارات خصوصا عندما التزم للرئيس هادي بتنفيذ قرارته دون قيد او شرط ولم نكن نتوقع ذلك بعد أن ملت مسامعنا من الكذب الممنهج لوسائل إعلام حزب الاصلاح. والذي لم تتوقف يوماً من الايام ناعقة بأن قائد الحرس الجمهوري معرقل ومتعنت ورافض وسوف يرتكب مجازر دموية ووو..الخ. لكن اتضح العكس وأنعكس هذا الموقف إيجاباً على النظام السابق.

 

ومن وجهة نظري الشخصية أعتقد أن من عرقل أو تهرب أو تنصل أو رفض تنفيذ تلك القرارات للرئيس هادي يعد متمرداً وغير معترف بشرعيته وغير ملتزم بما ورد في المبادرة الخليجية والقرارات الاممية, فقد يكون موقف قائد الحرس الجمهوري ناتج عن ضغوط دولية وتخلي صاحبة المبادرة الخليجية عنه ما جعله يقول okوكسب تعاطف كثير من الناس، بينما انعكس هذا الموقف سلباً علي قائد الفرقة الأولى مدرع الذي كان بارعاً في الاحتيال على قرارات الرئيس هادي السابقة والذي استطاع من خلال خطته الاحتيالية حتى الأن أن تصبح معظم الوحدات العسكرية والامنية تحت قبضته ولم يبقى أمامه سوى وحدات الحرس الجمهوري التي يعتبرها راهناً تشكل خطراً لمشروعه. فعرقلته للقرارات الاخيرة لرئيس الجمهورية إن ثبت ذلك. وفقاً لما تتناوله وسائل اعلام عدة يعد مؤشراً خطيراً يؤكد أنه يسعى لان تكون المؤسسة العسكرية والامنية تحت قبضته برمتها وحصريا عليه وعلى حزب الاصلاح كجزء من الاعداد والتحضير لبناء دولة على تدار بالريمونت كنترول من الرياض.

وباعتقادي بأن عرقلته لتلك القرارات الرئاسية ربما بضوء أخضر من ديوان جارتنا الشقيقة باعتباره القائد السري لأجندتها في اليمن من الماضي للحاضر والمنفذ لبرامجها وتصفية حساباتها بالإنابة مع كل من يعترض توجهاتها ويرفض تدخلها ووصايتها المباشرة وغير المباشرة ومن يقف أمام مشاريعها التأمرية.

ومن المحتمل بأن إقدامه على عرقلة قرارات هادي ربما لتفجير حرب سابعة يستطيع من خلالها اقحام واستدراج وحدات الحرس الجمهوري فيها وإدخالها في محرقة ويكون بذلك وصل لأهدافه والتف على قرارات هادي والمبادرة الخليجية، فعلي محسن قد نجح في كسب موقف الرياض لصفه وأحرز تقدما ًعلى الرئيس السابق بهذا الجانب والهجوم الاعلامي على الرئيس السابق بأنه يدعم الحوثيين والحراك الغرض من ذلك قطع خط الرياض أمامه، وبالتالي فجنرال الفرقة استطاع بذكاء ادارة اللعبة نظراً لإدراكه بأن كسب موقف الرياض الى جانبه يعزز من نجاح اهدافه باعتبار أن اليمن من بعد 18/3/2011م قد خضع لمحاصصة دولية في قطب واحد انقسم بالشراكة على دولتين وهي (امريكا والسعودية) فمن يكسب الموقف السعودي يكسب موافقة الموقف الامريكي واي قرار في الداخل لا يتم نقله الى حيز التنفيذ الا بموافقة أمريكية سعودية بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين..

ومن الطبيعي أن يتهم إيران كجزء من الغلاط على المشروع السري ولتزييف الحقائق امام الناس فحديث علي محسن مع الشرق الاوسط على إيران هو كلام خالي من المنطق. بل يعد اخفاء لحقيقة التدخل السعودي والمشروع السعودي والمال السعودي الذي يصب للأجندة المنفذة الذي هو المسؤول الاول عنها.

وباعتقادي أيضاً بأن موقف الرياض راهنا مساند لجنرال الفرقة الامر الذي جعله يتجرأ ويقول (فيتو) لقرارات الرئيس هادي المدعوم من المجتمع الدولي واحباطها حتى الآن ويعد ذلك تحدياً لرئيس الجمهورية من الباطن حتى وإن حاول رئيس الجمهورية أتهام ايران كجزء من إرضاء الرياض وواشنطن لإيقاف خطر علي محسن.

وبالتالي أصبح الجنرال على محسن فرداً قوياً وكابوس رعب لهادي خصوصاً عندما يقول "فيتو" تقول الرياض "فيتو" كإسناد لـ"فيتو" الفرقة الأول مدرع لأن المملكة شريكة اساسية في المحاصصة الدولية لليمن كما اشرت اليه سلفاً مع امريكا وأي قرار يصدر من هادي يتطلب موافقة محسن لكي يحدث وفاق سعودي امريكي.

لكن هنا السؤال يضع ذاته/ من المستفيد من تأخير قرارات الرئيس هادي؟

هل قائد الفرقة وحزب الاصلاح ؟

أم قائد الحرس الجمهوري ؟

أم من؟

وللإجابة على ذلك حتى بنوع من السطحية وبعين العقل فالمستفيد الاول هي الرياض وحلفائها وكذا علي محسن وحزب الاصلاح, والخاسر الاول والاخير اليمن واليمنيين, وهم من يدفعون الفاتورة..

وطالما وقرارات الرئيس هادي تلك متعثرة, أصبح موقفه ضعيف وبرنامج عمله مشلول ومن المحتمل بأن علي محسن والتيارات المساندة له تستغل تأخير نقل تلك القرارات الى حيز التنفيذ في هذه المرحلة البالغة الخطورة لاستكمال البرنامج الاختراقي لبقية وحدات الحرس الجمهوري أو توريطها أو إقحامها بحرب سواءً ضد الحوثيين أو غيره, بحكم أن علي محسن وحزب الاصلاح قد اجتازوا مرحلة الاختبار للبرنامج الاختراقي وحققوا نجاحاً على هذا الصعيد كما حدث في اللواء الثالث حرس رئاسي ولواء العمالقة بحرف سفيان ووحدات الحرس بمحافظة إب وكذا اللواء22حرس بمحافظة تعز مع انني مع ازاحة قائدي الفرقة والحرس نظراً لما تقتضيه مصلحة البلد راهناً ومع بناء جيش وطني بكل المقاييس وكما أنني أتوقع في حالة استكملت تلك القوى اختراق بقية وحدات الحرس الجمهوري لم يبقى أمام هادي سوى تسليم السلطة للفرقة وحزب الاصلاح وبرعاية سعودية بامتياز وسوف تصبح اليمن تحت وصايتها، ما يعني أن الحلم بالدولة المدنية لا وجود له.

وليس بغريب بأن تتخذ هذه القوى مبرراً لأن ترمي بكل جرائمها السابقة واللاحقة علي الرئيس السابق لكونهم يهدفون لبقائه لهذا الغرض ومن ثم وضعه في قفص الاتهام ربما لطموحات اخرى وشغل الناس بعدوا وهمي وهي إيران بعد أن كانوا شركاء في الماضي.

فقد يكون لديهم آليات أخرى أيضا لوضع الكلبشات للرئيس السابق خصوصاً بعد وصول شحنات أسلحة من الخارج والذي من المحتمل بأنها جاءت لتلك القوى لبرامج ومشاريع استهدافية الامر الذي جعلنا في حيرة خلال الفترة الماضية عن وصول احدى الصفقات باسم صاحب صالون حلاقة في شارع حدة أي على نفس الشارع الذي يسكن فيه الرئيس السابق..

 

فيا ترى ما هي الآليات التأمرية الاخرى لهذه القوى التكفيرية لمواجهة جميع الاطراف سواء داخل المشترك أو المؤتمر وفي مقدمتهم الرئيس السابق والذي يحتاج هذا الامر للغوص بعمق والتركيز بشكل دقيق وعميق لكشف الغموض وفك الشفرات والرموز.

وعلى هذا الاساس اذا كان الرئيس هادي فعلاً يمثل الإرادة الشعبية ويقود سفينة الانقاذ للبلد ينبغي أن يكون شجاعا في قراراته بما يخدم اليمن وترميم واصلاح ما ينبغي.

عليه أن يتخذ قرارات شجاعة وفورية دون تردد بإحالة كل المعرقلين لقراراته لمحاكمة عادلة باعتبار أن العرقلة تعد تمرداً على الشرعية الدستورية والقانون النافذ.

عليه أن يترك النفاق والمغالطة السياسية وإرضاء الجيران على حساب أبناء شعبه من خلال كيل الاتهامات الوهمية لإيران لكونه يدرك في قرارات ذاته بأن لا وجود لإيران في بلده بل الوجود لجارتنا الشقيقة الكبرى.

وإذا لم يستطيع اتخاذ قرارات شجاعة ما عليه سوى أن يحمل عصاه ويرحل فالساحة الوطنية مليئة بمن أنجبتهم أمهاتهم ممن هم أجدر بتحمل المسؤولية والامانة, أو أن يقول الفشل حليفي ويعلن انضمامه للرئيس السري جنرال الفرقة وهذا ما نخشاه ولا نتمناه.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى