فضاء حر

تسونامي جديد

 خرجنا لثورة عظيمة تقتلع الفساد من جذوره وتحاكم كل من افسدوا واوصلوا البلد الى الحضيض, وجعلونا مسخرة ومهزلة في عالم لا يحترم الا المنتج الصنديد؟؟.

جعلونا نشحت عند كل بزوغ شمس يوم جديد.. ونطرق الابواب هل من مزيد… ونصرخ انقذونا بالمنح والهبات ونحن لكم عبيد, خرجنا ننشد دولة مدنية.. دولة المواطنة المتساوية للجميع فيها كل مبادئ الاسلام مساواة عدالة قانون تبادل السلطة بطرق سلمية ……الخ

ولكن وأسفاه.. كفروا مطالبنا وقالوا المدنية تبيح الزنا والدعارة والخمر واكل لحم الخنزير….الخ وتحججوا بأن الحل الاوحد لنا..

اقامة دولة اسلامية وفي خلال ايام معدودات شحذوا الهمم وألفوا الكتب التي تُدين الدولة المدنية وتكفرها وهم بفعلتهم هذه يهدفون الى احباط الثائرين وتجاهل مطالبهم التي خرجوا من اجلها وضحوا بالغالي والنفيس لتحقيقها. وقاموا بتغيير شعار الدولة المدنية (الشعب يريد بناء دولة مدنية… وحرية حرية مطلبنا دولة مدنية) الى شعار (الشعب يريد بناء يمن جديد) فأي جديد هذا الذي يرسمونه لنا.

إنه لفظ جديد مبهم وليس كل جديد جميل ومرغوب.. انهم يحاولون طمس المدنية بشعار براق كي يتوهونا عما ينبغي ان يكون وهم يتعمدون ذلك في جملة شعارات ظاهرها جميل وباطنها يعلم الله (من بره الله الله.. ومن جوه يعلم الله).

اقول سيكون لنا السبق في اقتران الاسلام في تسمية الدولة وستظهر الدولة الاسلامية اليمنية مثلا.. والدولة الاسلامية المصرية.. وهلم جرا.. ومنها ستقلدنا دول العالم غيرة على دينها وستقرن اسم الديانة على دولها.. فمثلا الدولة الاميركية المسيحية.. والدولة الهندية الهندوسية والمسيحية (لان فيها مسيحيين).. وهكذا.. وسوف نطالبهم بحقوقنا في ذلك.

اقول لكل المتشدقين بالإسلام خسئتم فنحن مسلمين بالفطرة وبالوراثة ولا نحتاج لأمثالكم كي يعلمونا الاسلام ويحكمونا تحت مظلة الاسلام التي سيكون من صنعهم لا الاسلام الوسطي المعتدل (وجعلناكم امة وسط) ولنا في رسولنا العظيم قدوة حسنة، فقد اقام دولة مدنية في المدينة المنورة وتعايش مع كل الملل (لكم دينكم ولي دين).. ولم يهدم معبد ولا كنيسه.. حتى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفض الصلاةَ في كنيسة القيامة بعد أن سُلّمت إليه مدينة بيت المقدس أنه رفض الصلاة في الكنيسة خوفا من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده ها هنا صلى عمر وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين.

ان الدولة الاسلامية تعني ان من يقومون بحكم البلاد يلزمهم التنزه عن الوقوع في المحظورات، ولابد ان يكونوا معصومين من ارتكاب المعاصي والآثام.. وهل معقول نجد انبياء يحكمون في هذا الزمن.. وهل سمعنا في حقب التاريخ بأن هناك مسمى بهذا الاسم ( دولة اسلاميه).. لم نسمع ابدا سمعنا بالدولة العباسية والاموية والحميرية والصليحية والطاهرية…ألخ، فلما المزايدة الان في القرن الواحد والعشرين, وفي عصر العولمة والمعلومات المتاحة, وفي عصر اصبح العالم قرية صغيرة.. يريدوننا ان نصدق خزعبلاتهم.

اشعر بأننا نبحر ضد التيار بل في اتجاه تسونامي ضخم سيبتلع كل شيء جميل حلمنا به… لالا بل سيهوي بقارب الثورة الى قعر المحيطات او ربما الى العدم.. فلنعي ذلك جميعا ولنفق من سباتنا.. ولنفهم الواقع ولا ننجر وراء كل بوق.. ولنحكم عقلنا ونستفتيه حتى نعمل على تصحيح مسار ثورتنا قبل ان يبلعنا التسونامي..

المجد لليمن.. والشفاء للجرحى.. والخلود للشهداء.. والنصر للثورة..

زر الذهاب إلى الأعلى