مواقف وأنشطة

بيان بشأن معتقلي الحراك الجنوبي

  يمنات – صنعاء

نص البيان الذي تم توزيعه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق ايجل بصنعاء بشأن المعتقلين الجنوبيين، ونظمته جبهة انقاذ الثورة السلمية وتحالف أبناء الجنوب والملتقى العام لقوى الثورة.


في الوقت الذي تسعى فيه أطراف محلية ودولية إلى إقناع الجنوبيين في المشاركة بالحوار الوطني، لا تزال السلطة الحالية تقوم بممارسات استفزازية وعدوانية تزيد من الاحتقان وتعمق حالة الإحباط واليأس لدى أبناء الجنوب، إذ لا زالوا يتعرضون لأشكال عديدة من القمع والملاحقة والاعتقال خارج القانون، إضافة إلى أشكال القمع والنهب والتمييز الذي كانوا قد تعرضوا لها منذ حرب صيف 94.

من المؤسف حقاً أن "السلطة الحالية" لا تزال تقود البلاد بنفس آليات "السلطة القديمة" وبثقافتها الالغائية والاقصائية، وما نلمسه من استمرار للممارسات والانتهاكات بحق أبناء الجنوب هو داعي للقلق، خاصة وقد صاحبه عدم بدء "النظام" في تنفيذ الـ 20 النقطة المقدمة من اللجنة الفنية للحوار الوطني، وبالأخص فيما يتعلق بمعالجة الأضرار الفادحة التي أصابت مصالح أبناء الجنوب، وإعادة الأراضي المنهوبة، وإعادة المبعدين والمقسيين عن أعمالهم.

إذ صار من الواضح أن السلطة اليوم لا تتوانى عن قمع الفعاليات السلمية واعتقال النشطاء الجنوبيين أو اختطافهم وإخفائهم وتلفيق التهم لهم وإبقاء بعضهم تحت رحمة أحكام مجحفة وظالمة صدرت بحقهم خلال الفترة الماضية، والتي وصل بعضها إلى حد إصدار أحكام بالإعدام، كما حدث  مع السجينين الجنوبيين عبدالكريم لالجي وأحمد المرقشي.

 

ولا يزال أبناء الجنوب عرضة للتهديد والاختطاف والاعتقال من قبل السلطة، وفي حالات كثيرة قامت السلطة- وبطريقة استعلائية- بنقل الكثيرين من معتقلي الجنوب إلى سجون صنعاء ومحاكمة بعضهم  في محاكمها وهو ما يمثل مخالفة صريحة وانتهاك صارخ للاختصاص المكاني والنوعي للمحاكم، علاوة على الانتهاك الكبير المتمثل باختطاف واعتقال هؤلاء النشطاء، مثل اختطاف بجاش الأغبري وياسر العزيبي، وإبقاء النشطاء المختطَفين رهن الاعتقال في سجون وزارة الداخلية بدون تحقيق أو مساءلة للجهات التي قامت بعملية الاختطاف. إنه وبالرغم من الفعاليات الاحتجاجية السلمية الكثيرة والمطالب المتكررة المقدمة لوزير الداخلية بإطلاق سراح كل من بجاش الأغبري وياسر العزيبي "المختطفين" لعدم وجود أي قضية جنائية عليهم، إلا أن وزارة الداخلية مستمرة باعتقالهما، وبدلاً من إطلاق سراحهما قامت بنقلهما فجأة من سجن البحث الجنائي بصنعاء إلى سجن المنصورة بعدن بغية تخفيف الضغط الناتج عن التضامن الواسع معهما في صنعاء.

وفي هذا الشأن فإن تحالف أبناء الجنوب وجبهة إنقاذ الثورة السلمية والملتقى العام للقوى الثورية يدينون وبشدة استمرار اعتقال المناضلان بجاش الأغبري وياسر العزيبي بأوامر أمنية عليا وبشكل خارج عن إطار القانون.ويدعو الملتقى والتحالف والجبهة إلى الإطلاق الفوري لسراحهما وسراح كل المعتقلين على خلفية نشاطهم السياسي في الحراك الجنوبي، كما يدعو إلى محاسبة القائمين على الانتهاكات القائمة بحقهم وتغيير السياسات الأمنية الحالية التي ما زالت تنتمي إلى أدوات "السلطة القديمة". وندين بشدة انتهاك وزارة الداخلية للقوانين التي يفترض أن تكون مسئولة عن حمايتها، ونطالب بتحقيق علني في القضية وإحالة المسئولين عن هذه الممارسات والانتهاكات إلى المحاسبة والمساءلة الجنائية.

إننا في تحالف أبناء الجنوب والملتقى العام للقوى الثورية وجبهة إنقاذ الثورة السلمية إذ نعرب عن قلقنا البالغ وإدانتنا الشديدة لاستمرار أدوات "السلطة القديمة" وما يصدر عن الأجهزة الأمنية من انتهاكات بحق أبناء الجنوب، فإننا نحذر من التداعيات السياسية الخطيرة التي تنتج عن هكذا ممارسات، كونها تتعارض مع الحديث حول تهيئة مناخات للحوار الوطني؛ وننبه "السلطة الحالية" إلى أن الحوار المزمع إجراءه لا قيمة له إذا لم يؤسس لمرحلة جديدة تسبقها خطوات عملية مطمئنة تلامس طموحات الناس وتضمد جراحهم وتهدي من آلامهم. فلا يمكن أن يكتب النجاح لأي حوار وطني ما لم يتم إطلاق سراح سجناء الرأي والناشطين السياسيين والحقوقيين ورد الاعتبار لهم وتعويضهم التعويض العادل عما لحقهم من أضرار. ولا يمكن للحوار أن يجد قبولاً في الشارع الجنوبي ومنازل أبناء الجنوب وأراضيهم ومؤسساتهم ومرافقهم الخاصة والعامة ما زالت بحوزة النافذين والمتسلطين.

 

ونؤكد بهذا الخصوص على أن الوقت قد حان للبدء في اتخاذ إجراءات جدية وقرارات حاسمة تعيد الثقة إلى النفوس بعيداً عن المناورات السياسية والحلول الجزئية والاستهلاكية. فالجنوبيون لن يقبلوا بأي مشاركة في حوارات أو حلول وأيديهم مكبلة وحقوقهم مصادرة وألسنتهم مغلولة وبنادق المتنفذين والمتفودين مصوبة إلى صدورهم وواجهات منازلهم؛ ولن يثقوا بالتصريحات الفضفاضة وهم يرون صحيفة الأيام الجنوبية موقفة قسرياً منذ أربعة أعوام وأبنائهم يقادون إلى زنازين صنعاء بأوامر متنفذين ودون أي مسوغات قانونية.

وفي هذا السياق فإن الملتقى العام للقوى الثورية وجبهة إنقاذ الثورة السلمية وتحالف أبناء الجنوب يدعون القائمين على السلطة إلى التخلص من ثقافة الهيمنة السلطوية والتوقف عن العمل بسياسة الإقصاء والتهميش والتخلي عن فكرة الأصل والفرع ونبذها، والعمل الفوري والعاجل لرد الحقوق ومعالجة كل المظالم التي تعرض لها أبناء الجنوب ، سواء في حقوقهم المدنية أو في أملاكهم الخاصة أو الوظيفة العامة، ومحاسبة المتسببين في ذلك وإحالتهم إلى المحاكمة، وإطلاق جميع المعتقلين- وفي مقدمتهم عميد الأسرى الجنوبيين  بجاش الأغبري وياسر العزيبي، وأحمد المرقشي وحسن البناء وفارس الضالعي وعبدالكريم لالجي وغيرهم، وإعادة المبعدين إلى أعمالهم؛ فاللحظة الراهنة تستدعي العمل بسلوك سياسي مائز قوامه الصدق والوضوح والشفافية وعدم المواربة، ما لم فسوف تظل البلاد أمام أفق مسدود وطريق مفخخة وملغومة.

إن المرحلة الراهنة هامة وحساسة، والاستمرار بهذه الممارسات من قبل السلطة وغيرها من مظاهر المحاصصة الحزبية والجهوية واستحضار الصراع الطائفي لن تؤدي إلا إلى زيادة المخاطر والتعقيدات والمعضلات التي تفضي إلى عواقب خطيرة وكارثية على حاضر  ومستقبل اليمن جنوبه وشماله.

 

المجد للشهداء والحرية للمعتقلين

صادر عن:

جبهــــة إنقاذ الثورة السلمية

تحالــــــف أبنــــــاء الجنـــــوب

الملتقى العام للقوى الثورية

 18 نوفمبر 2012

زر الذهاب إلى الأعلى