عام من الخيبات والخطايا والخسارات
يمنات
فكرت أمس بكتابة مقال عن السنة الأولى لهادي, ووجدت أنني لن أضيف شيئا جوهريا على ما كتبته صبيحة اختياره رئيسا في انتخابات قبلوية الأحكام وغير تنافسية.
ربما حقق هادي بعض الاختراقات في جبهة الرئيس السابق صالح وجبهات المنافسين الراهنين والمحتملين. اختراقات تؤكد أنه لم يبارح موقعه السابق كنائب للرئيس في صنعاء وكلاعب محلي في عدن, لا أكثر ولا أقل.
عام من الخيبات والخطايا والخسارات. حتى أن يوم انتخابه صار يوما للاقتتال والفرقة في يمن ما بعد صالح.
الرئيس هادي_أقول هذا باطمئنان_ فشل في تفكيك "القنبلة الموقوتة" التي غرسها سلفه في قلب حمير, وها أنه يغرس لغما في قلب عدن جراء مقاربات خرقاء لاحتواء الحراك الجنوبي.
بين كل المعنيين باليمن وبالقضية الجنوبية يوجد رجل واحد فقط لم ينبس بكلمة بشأن الأوضاع في الجنوب. هذا الرجل, من أسف وعجب, هو الرئيس هادي. لم يزر أي مدينة جنوبية, لم يظهر أية علامات أو إشارات على انه مختلف عن سلفه فيما يخص الجنوب, وها هو يختتم سنته الأولى باحتفالية خرقاء بمناسبة لا تعني شيئا لليمنيين الذين لا يصغي إليهم الرئيس المطوق بالمنافقين والطامحين والطالحين من كل صنف.
عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن!
اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2012, تشهد اليمن حدثا فريدا في تاريخها: رجل من خارج المنجم التاريخي لحكام اليمن التاريخية قديما واليمن الشمالي حديثا, يصعد إلى سدة الحكم بتوافق اطراف المنظومة السياسية التقليدية في يمن ما بعد حرب 1994 ( مؤتمر ومشترك) وبإسناد اقليمي ودولي لم يسبق أن حظي بمثله حاكم يمني منذ تاسيس الكيان اليمني الحديث في الشمال.
هادي على كرسي العرافة الحميرية الشهيرة, كرسييها في كهف بجبل يقع في قلب الهضبة اليمنية, والذي طلبت من نجل البطل أسعد الكامل أن يقعد عليه, فأبى, لأنه كان مليئا بالحيات والأفاعي, ولا يحكم حمير إلا من صبر على مثل لدغات الحياة والعقارب والأفاعي.
مطوق هو بالطامحين والطامعين والأفاكين والأفاقين والملفقين والمنمقين… مكبل بالمبادرات والآليات, محاصر بالكتائب والمليشيات وأنصار الثورة وأنصار الشريعة وأنصار الله… وانصار النفط.
النائب الذي طال به المكث في الموقع السياسي الأكثر مدعاة للضجر في الأنظمة الرئاسية … لكأنه اتعظ من سيرة سلفه في الموقع علي سالم البيض, البيض الذي ضاقت به الوحدة بما رحبت بعد أقل من 3 سنوات على انتقاله إلى صنعاء شريكا في تنزيل حلم الوحدة إلى أرض حمير الموبوءة بالفتن والعصبيات والمؤامرات والدسائس والمكائد الصغيرة.
النائب الذي بات في الهزيع الأخير من ليل الطغيان, نائبة على صالح ورجاله الأوفياء جدا, غصة في حلقه وحلوقهم, بعد ان كان الظن أن يبقى في موقعه إلى حين يجيئ الإبن الوريث بنائب من مجايليه. اندلعت ثورة شعبية مجيدة في أرض حمير لتنزع الراقص على رؤوس الأفاعي من كرسيه, ولتأتي بنائبه من كرسي الضجر إلى كرسي اللدغات والحقائب المفخخة…
هو النائب الاطول عهدا لرئيس مزمن حول اليمن إلى مزرعه لأقاربه واعوانه وسماسرته, وعندما خرج شعبه إلى الساحات صارت المزرعة محض "قنبلة موقوتة" حسب تصريحه المخزي لقناة العربية غداة مذبحة جمعة الكرامة التي أودت بحياة العشرات من شباب الثورة.
النائب الأطول مقدر له أن يكون الرئيس الأقصر عهدا وفق مبادرة تستجيب لمطلب اليمنيين بإطاحة التاج, مبقية على قوائمه… كيلا تكون فتنة كما يقول أصحابها. وبالنسبة لنائب ضجر فإن رئيسا مؤقتا مكافأة سخية بوسعه هو, وليس أي طرف آخر أو مبادرة أخرى, أن يجعلها فرصة لنقش اسمه في المستقبل كقائد تحولي أسهم بمؤازرة شعبه في تفكيك القنبلة الموقوتة التي زرعها سلفه في قلب حمير!
من حائط الكاتب على الفيسبوك
