فضاء حر

حوار …بنكهة الثورة ورائحة القبيلة

يمنات

ما أن بدأت جلسات الحوار الوطني في فندق موفمبيك بالعاصمة صنعاء إلا وأسمعونا مالم نسمعه من قبل وشاهدنا على القنوات الفضائية اليمنية الرسمية مالم نشاهده عليها من قبل أيضا، فقد عودتنا وسائل الإعلام الرسمية على سماع اسم الأخ صالح هبرة ممثل أنصار الله مقرونا بالجماعة المتمردة والخارجين على القانون، واسم الأخ محمد علي أحمد مربوطا بالانفصالي واسم منير الماوري مربوط بالعمالة والحقد على الوطن وبالذات بعد أن صدر حكم من قضاء (صالح) بمنعه عن الكتابة مدى الحياة، لأنه أساء للرئيس، ومؤخرا أسمعتنا وسائل الإعلام الرسمية أسماء كسلطان البركاني وحافظ معياد وغيرهم ممن كان يطلق عليهم بقايا النظام وقتلة الثوار، إضافة إلى أسماء ظهرت من جديد كصغير بن عزيز إلى جانب صادق الأحمر، وكل هذه الأسماء يجمعها اسم واحد هو (مؤتمر الحوار الوطني)، فبالتأكيد أن المواطن اليمني سيشاهد ويسمع مالم يتوقع أن يسمعه ويشاهده على هذه القنوات الرسمية، ووسائل الإعلام الرسمية المختلفة، كالمطالبة بفك الارتباط وإظهار مظلومية أنصار الله(الحوثيين) وغيرها من القضايا المربكة للمشهد السياسي اليمني، ولكن القضايا الأساسية التي كانت هي السبب في وصول اليمن إلى هذا الوضع يبدو أنها مستبعدة، وعلى أعضاء لجنة الحوار الضغط القوي والجاد لأجل وضع حلول لها، كقائمة اللجنة الخاصة المرتبطة بالسعودية ،والذي من المفترض أن نطلق على هذه المجموعة (شبكة التجسس التابعة للمملكة العربية السعودية) وإلا لماذا تدفع لهم هذه الاموال، والقضية الأخرى التي ظهرت الآن وهي قضية عبد ربه منصور هادي رئيس مؤتمر الحوار..

في الأول ماهي الإجراءات التي تتخذ بحقة لتغيبه عن جلسات الحوار، وثانيا طرحة غير الموفق في القمة العربية التي عقدت بالدوحة والتي رحب فيها بمعاذ الخطيب ممثلا لسوريا في الجامعة العربية، بدلا عن الممثل الشرعي لسوريا، وهذا يعتبر مخالفة من عبد ربه لكونه يمثل كافة الشعب اليمني وما طرحة لا يمثل إلا جماعة الإخوان المسلمين، وهو يعلم أن غالبية الشعب اليمني لا يؤيدون الإرهاب، والقضية الأخرى التي من المفترض أن تهتم بمناقشتها لجنة الحوار وهي قضية الإرهاب والعمل على تجفيف منابعة وتقليم أظافر داعميه، وكذلك الضغط للبدء بتنفيذ النقاط العشرين المقرة من اللجنة الفنية للحوار الوطني..

بغير هذه القضايا سيكون الحوار عبارة عن جلسات استعراضية والتقاط صور تذكارية، وممارسة فساد لا أكثر..

فقد يكون المخطط معد مسبقا من قبل القوى الخفية صاحبة القرار، بحيث يتركوا لهؤلاء الحرية الكاملة يقولون كل ما في رؤوسهم وعلى الهواء مباشرة ،ولكن بالأخير لن تكون مخرجات الحوار إلا ما تريده هذه القوى الخفية، التي أجهضت الثورة وأجهضت هيكلة الجيش وكذا رحلت النقاط العشرين، وبنفس الطريقة ستتحكم بنتائج الحوار الوطني..

وما نلاحظه في هذه الجلسات أن الصوت الثوري مرتفع جدا داخل القاعة، بينما صوت القبيلة رغم تواجدها القوي ضعيف، إلا أننا نخشى أن يطبق المثل اليمني الشعبي (البيض لش والبقبقة لعمران)، أي أن الكلام يكون لشباب الثورة والنتائج تكون لهذه القوى ومن ورائها القوى الخفية..

زر الذهاب إلى الأعلى