فضاء حر

وزراء المشترك يشبهون أحزابهم فلماذا يغيرونهم!

يمنات
التفسير الوحيد لتمسك احزاب المشترك بأعضائها الفاشلين في الحكومة هو أنها راضية تماما عنهم، لا ترى المشهد بعيون الشعب لأنها اساسا احزاب لا تؤمن بالإرادة الشعبية فهي قامت على الاصطفائية والحصرية والاستعلاء على الشعب حتى وهي تنغمس في الشعبوية حتى أذني اطول قيادي في راس أكبر هرم حزبي في البلد.
وزراء المشترك هم خير تعبير عن أحزابهم والتكثيف الأمثل لتطلعات قيادات هذه الاحزاب ومشاريعها المستقبلية.
هذه أحزاب قياداتها في الغالب سيئة السمعة. عاشت في كنف صالح، وتسولت منه المال والوظيفة والمقاعد الانتخابية والمنح العلاجية و”البقع” والسيارات الفارهة.
اعتادت في ظله تمويل مؤتمراتها من المال العام بالمخالفة للقانون، والمشاركة في مؤتمرات خارجية على حسابه، والقيام بمهام خاصة داخلية وخارجية لحسابه.
لم تتورع يوما عن رفع آيات التهاني إليه بانتصاراته المظفرة في الانتخابات [هل تتذكرون الافتراق بينها وبين مرشحها المحترم والنزيه فيصل بن شملان بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة فيما يخص الموقف من هذه النتائج؟] هيئات هذه الأحزاب جميعها غير شرعية، لائحيا وبرنامجيا. وفي بلد غير منقسم راسيا ولا يخضع لإملاءات الخارج، فإن المكان المناسب لأعضاء هذه الهيئات هو “الحجر السياسي” تماما مثل بطلها ومثلها الأعلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يضجون ليل نهار من أجل عزله سياسيا.
هذه احزاب لا تقدم أي دليل في حياتها الداخلية على احترام مبدأ المواطنة المتساوية ولا تقيم وزنا للديمقراطية وغالبا ما تزور الانتخابات الداخلية او تتلاعب بها، وهي في اغلبها تتلقى _أو تلقت في الماضي_ اموالا من جهات خارجية.
وفي الهيئات العليا لبعض هذه الأحزاب من مارس انتهاكات ممنهجة ضد حقوق الانسان، وهناك من مارس التعذيب والإحفاء القسري والقتل خارج القانون.
هذه الاحزاب _ وهي جميعا احزاب طلعت من ينبوع القومية العربية أو الاخوان المسلمين_ لا تتمايز كثيرا في سلوكها حيال الرأي الآخر. وإن وجدت تمايزات فيمكن عزوها إلى ضعف حيلة بعضها لا إلى مراجعات عميقة وصارمة للماضي.
و في الايديولجيا كما البيولوجيا فإن هذه الاحزاب الحنينية وفية جدا لأبطالها وحروبها وانتصاراتها المظفرة على الخصوم المحليين. لا تعتذر مطلقا عن جرائمها، لا تطيق ذكر ضحاياها. تتشارك في الغنائم بسلام لكنها متى اختلفت عليها تنكص إلى التواريخ القريبة والبعيدة حتى انها لا تتورع عن استخدام اكثر التعابير العنفية ابتذالا من شاكلة ما كتبه رئيس التجمع اليمني للإصلاح قبل أيام وهو يرد على خصوم غير معينين يمارسون السياسة من باب “الكاس والسيجارة”!
ليس من المحتمل أن يتغير سلوك هذه الاحزاب في المرحلة المقبلة. المسألة متصلة بالينابيع والروافد والامتدادات والشبكات السرية في دولة الامتيازات التي رعاها وكرسها الرئيس السابق، ولا يقدم الرئيس الحالي (غير الحلو على الاطلاق) أية إشارات على أنه ينوي الانشقاق على سلفه بالسلوك حتى وهو يستهدف عزله سياسيا.
في الستينات والسبعينات كان قادة هذه الأحزاب في أغلبهم من الفقراء او أبناء البرجوازية الصغيرة. وقد استشهد عديدون منهم وهم لا يملكون مساكن خاصة، ولم يعرف عن أحد منهم أنه مارس انشطة تجارية سرية، لكن في زمن النشاط العلني والتعددية الحزبية ازدهرت الاعمال السرية لأغلب هذه القيادات، حتى أنه يندر أن تجد قياديا في هيئة عليا لأي حزب سياسي يمني ليس من الأثرياء (اللهم لا حسد).
تأملوا ثانية في وزراء المشترك.
يشبهون أحزابهم ويمثلونها خير تمثيل في حكومة الخراب الوطني الشامل.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى