فضاء حر

لعبة خطيرة للغاية

يمنات
ها هي المواجهات الدائرة في عمران وضواحي العاصمة تسقط الاقنعة عن الهياكل السرية للفرع اليمني لتنظيم الإخوان (حزب الإصلاح) هذا الكيان الذي يراه الناس حزبا سياسيا بخطاب إسلامي، ولا يعرفون الكثير عن جناحه العسكري الذي يمثل الكتلة الخفية في الجيش اليمني المنقسم.
الجناح العسكري للتنظيم أو المجموعات المسلحة حسب توصيف المبعوث الاممي جمال بن عمر، يدير اليوم لعبة خطرة للغاية بتحويل فروع حزب الإصلاح في المحافظات إلى جماعات مسلحة لإشعال الحرائق، ناهيك عن توفير غطاء القوة المسلحة للمشاريع السياسية والاقتصادية والإعلامية لتنظيم الإخوان في بلادنا.
نفوذ الجناح العسكري للإخوان يعرفه الرئيس هادي ووزير دفاعه وأكثر قادة الجيش، وهؤلاء يعرفون أيضا حجم الخطر الذي يمثله على أمن البلد ومستقبله، لكنهم يتعامون جراء ضغوط الخارج واستحقاقات التسوية التي اتاحت لجيش الاخوان الاختباء واكثر من ذلك عصا الفصل السابع التي اضافت لكل هياكل تنظيم الإخوان وقودا للحفاظ على حكم العصابة.
يتحدث المسؤولون في الدولة والرعاة الإقليميين والدوليين للتسوية بصوت واحد تحقيق نجاحات بهيكلة الجيش ودمجه، لكن الوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك تماما.
فما نسمعه كل يوم أن الدولة لا تحارب الحوثيين وأن جيشنا وطني يحمي السيادة ويسهر على حماية المواطن وامنه واستقراره.
هذا ما يقال كل يوم ويسمعه الأحياء والأموات، لكنه في الواقع ليس إلا تسميع لما حفظه هؤلاء من مقررات الحوار الوطني التي لا يبدوا أنها ستجد طريقها للتنفيذ في ظل معادلة القوة.
ما لمسناه في الفترة الماضية في هيكلة الجيش لم يكن سوى قصقصة ريش وتفكيك لقوات النخبة هذه القوات التي سيذكرها اليمنيون يوما، نقطة مضيئة في تاريخ العسكرية اليمنية.
لم ينس اليمنيون الحملات الدعائية الشعواء التي تعهدت بها الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان قناة “الجزيرة” واخواتها التابعة لفرعه اليمني (حزب الإصلاح) بوصفها القبيح لقوات النخبة بأنها تابعة النظام السابق .. فاليوم انكشف الغطاء وعرفنا أن تلك الحملات ما جاءت إلا لاضعاف الجيش الوطني لصالح جيش آخر يديره التنظيم الدولي للإخوان.
الجنرال محسن وفريقة السري من قادة الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الذين يسمون أنفسهم” انصار الثورة الشبابية” وآخرين في بعض المعسكرات، يديرون جيشا يخضع لغرفة عمليات تابعة للتنظيم الدولي للإخوان في الدوحة، وتمويل وتسليح هذا الجيش ويا للأسف يجري من الخزينة اليمنية ومستودعات الجيش اليمني.
لا يخل الأمر من وثائق تثبت ذلك لكن الأدلة المشاهدة تبدوا أبلغ للدلالة على ذلك.
فعندما تشارك دبابات الجيش مليشيا حزب الإصلاح في حربها مع الحوثيين، فذلك دليل كاف على أن من يدير هذه الحرب ليس إلا الجناح العسكري التابع لتنظيم الإخوان.
وعندما يجري تسليح مليشيا الإصلاح وجحافل التكفيريين الأجانب من مستودعات الجيش
لمواجهة إرادة أبناء محافظة عمران في انهاء نفوذ الكابوس الاخواني الذي طالما استخدم قبائلهم وقودا لحروبه ومشاريعه، فذلك أيضا دليل كاف يؤكد إن الفرع اليمني لتنظيم الإخوان ليس حزبا سياسيا بل جماعة مسلحة تشعل الحرائق والحروب وغير خاضعة لنفوذ الدولة.
عندما يوجه الجنرال الطائرات الحربية ووحدات الجيش للانتشار وخوض حروب التنظيم خارج سلطة الدولة وخارج قرار قيادة الجيش، ثم يأتي وزير الدفاع لرعاية اتفاق سلام ووقف للنار، فذلك يقدم دليلا اضافيا على ضلوع اطراف دولية في هذا الوضع المنقسم للجيش.
الحوثيون لديهم سلاح نعم .. فهم انفسهم يقرون بذلك، ويؤكدون أن نزع سلاحهم ليس معجزة بل أمر مرهون بوجود دولة حارسة يخضع فيها الجميع لسلطة القانون، لا دولة تحكمها في الخفاء عصابة تقدم نفسها للناس بمسميات سياسية ودينية وكيانات اخرى بأشكال والوان مختلفة.
نرفض بشدة امتلاك جماعة “أنصار الله ” السلاح المتوسط والثقيل، ونؤيد بشدة مشروعهم السياسي المعلن، لكننا نرى أن المطالب التي تنضح بها عصابة الحكم الإخوانية لنزع سلاحهم ليس إلا تعبير عن مدى الخوف من فقدان نفوذهم الذي طالما اعتمد على معادلة القوة.
ما يدور في عمران اليوم ليس إلا نموذج لحرب قد تتكرر في أماكن اخرى في هذا البلد بين ارادة الناس في التغيير الحقيقي، والمشاريع التخريبية لتنظيم الإخوان الذي أبتلع يوما أحلام اليمنيين في التغيير ولا يزال يواصل غيه في بيع الأوهام وإشعال الحرائق.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى