فضاء حر

ماذا عالجوا في موفنبيك..؟

يمنات
لعدالة والإنصاف وجبر الضرر سبيل واحد هو حكم القانون. لكن الحاكمين هم أول من يخرق القانون.
الشعب اليمني ثار في 2011 لأن الرئيس صالح خرق الدستور وانتهك القوانين، بمعزل عن أية ملاحظات على نصوص الدستور والقوانين.
لكن العصبويين والشموليين البيولوجيون (اليساريين والقوميين والإسلاميين) الذين ركبوا موجة الثورة، قرروا أن المشكلة ليست في صالح وإنما في أي شيء آخر غيره، من الدستور إلى القوانين إلى النظم إلى شكل الدولة إلى شحة المياه إلى زواج الصغيرات إلى … ثقب الأوزون.
هكذا اغرقوا اليمنيين في مئات القضايا ثم استدعوا إلى موفنبيك كل من يقبل تعريف نفسه مناطقيا وطائفيا، وخرجوا بقرارات تمزق اليمن، وتباعد بين اليمنيين والمستقبل، وتدفع بأسر ضحايا الماضي غلى هاوية اليأس.
صار الحوار الوطني عبارة عن ملهاة وطنية كبرى. حيث صلى الطائفيون كتفا إلى كتف، وتبارى العصبويون المناطقيون حول كيفية تمزيق “الجمهورية”، وما هو العدد المناسب لدويلات أمراء الحرب والطوائف: اثنان، ستة، عشرة، عشرين.
وقد اختتموا حوارهم بتفويض القائد الضرورة (المهاب) بتشكيل لجنة تقرر عدد الأقسام، ثم شاهدوا اليمن ينهار بينما كانت لجنة أخرى شكلها الرئيس تصوغ مسودة دستور يشرعن المؤامرة باسم الحوار المزعوم.
ماذا يجري في اليمن بعد 3 سنوات من التضليل والتزييف وترويج المكيفات من قبل الرئيس وعصابة المشترك ومن والاهم في موفنبيك؟
_ عاصمة الجمهورية اليمنية سقطت في غضون ساعات بمؤامرة من الرئيسين الحالي والسابق، في قبضة ميليشيات مسلحة.
_ شيوع الديماغوجية والشعبوية في الإعلام، وتزايد الممارسات الفاشستية من قبل الميليشيات التي تستحوذ على العاصمة، وتهدد باجتياح مدن ومحلات في حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء ومناطق أخرى.
_ تزايد احتمالات السقوط في مستنقع الحرب الأهلية الطائفية مع استمرار الحوثيين في الزحف خارج العاصمة شرقا وغربا وجنوبا، وتنامي مشاعر الكراهية الطائفية في بيئة إقليمية تعزز الصراعات على أساس ديني.
_ تنامي الاتجاهات الانعزالية في مناطق مختلفة من اليمن بدءا من العاصمة صنعاء التي يختبر سكانها محنة غير مسبوقة منذ عقود، بل ربما منذ قرون. هناك ميليشيا تعربد في الشوارع والأزقة والأسواق، وهناك فرز على أسس مناطقية وسلالية ومذهبية في كل حارة وشارع. صار اليمنيون يعرفون أنفسهم مذهبيا وسلاليا بعد 3 سنوات فقط من احتشادهم كمواطنين في ميادين الثورة.
_ بينما يواصل الرئيس التفتيتي والجماعات الحزبية (والدينية) تمزيق النسيج الوطني اليمني، وتقويض الدولة اليمنية، تتعالى التحذيرات من انهيار اقتصادي وشيك جراء الازدواجية في السلطة بين رئاسة خانعة ومتآمرة، وحكومة شكلية وجماعة مسلحة لها الكلمة الفصل في عاصمة الجمهورية اليمنية ( وجمهورية هادي وشركائه الفدرالية التي يبشر بها الدكتور فرانكشتاين).
***
ماهي القضايا التي تم معالجتها في موفنبيك؟
_ الجنوب يغلي أكثر من أي وقت مضى منذ حرب 94.
_ مشكلة صعدة ما عادت في صعدة وإنما في تخوم تعز وباب المندب ومأرب والبيضاء.
_ الإصلاحات الدستورية صارت مسودة تافهة تشرعن لتمزيق اليمن إلى عشرات الدويلات باسم الفدرالية المستحيلة.
_ العدالة الانتقالية باتت محض نصوص لا محل لها من “الأعراب” الذين يخوضون، راهنا، حروبا جاهلية جديدة، ويدفعون بالمزيد من الضحايا الى “بئر النسيان”.
_ الكرامة. حتى الرئيس ورئيس الوزراء وقادة الجيش والأمن يفتقدونها.
_ العدالة الاجتماعية. يمكن الاطلاع على آخر التقارير المتخصصة عن معدلات الفقر والبطالة في اليمن.
_ العدالة الانتخابية، اللصوص والآثمون وزعماء الميليشيات لا يريدون انتخابات.
_ العدالة المكانية. انتظروا فراديس “فرانكشتاين”.
***
هل تحسنت أحوال اليمنيين؟
نعم إذا كان المقصود ب”اليمنيين” تلك الكائنات اللطيفة والمتسامحة والمثابرة من كل الأحزاب والفئات والمكونات والجماعات المسلحة، التي تحاورت في كوكب موفنبيك برئاسة هادي ومستشاريه، وحضور أولئك الذين يشيعون الفوضى والسلاح في أرجاء اليمن، وذيلية “أرانب السباق” وكل الكائنات الطيبة التي قرأنا عنها في “مزرعة الحيوانات” لجورج ارويل.
***
اليمن يتقوض.
والجماعات الفاشية تتغول.
وأغلبية اليمنيين موعودة بالجوع والتهجير والتقتيل.
تلكم هي “المعجزة اليمنية” التي بشر بها “النبي ألأممي” وصحابته الأنجاس في “العربية التعيسة”.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى