فضاء حر

الحوثيون بحاجة إلی سياسي يخلصهم من شطحات القائد

يمنات
لا زلت اؤمن ان الحركة الحوثية صنعها اعداؤها اكثر مما صنعها مؤسسوها ورجالها.
فهي كانت تتشكل على “صورة الخصم” في اطار رد الفعل على التحدي المقابل. وهي بهذا المعنی تتغلب علی الخصوم ثم تبدا بتنفيذ مشاريعهم!
عندما بدأت الحركة كرد فعل للخطاب السلفي – الوهابي المعادي للزيدية، واجهت التحدي بخطاب سلفي مقابل لا يواجه السلفية الوهابية بقدر ما يتقمص آلياتها وافكارها وينطلق لتنفيذ مشروعها الديني في ‫‏صعدة .. (فالذي طبق المشروع السلفي في صعدة هو عبد الملك الحوثي وليس مقبل الوادعي)!
وعندما تشكل جناحها العسكري والأمني لمواجهة عنف الدولة ابتداء من 2004، تقمصت آليات الدولة في الحرب والقمع .. (الحركة الان تمارس ضد المواطنين اضعاف القمع الذي كانت تمارسه الدولة الامنية وتقوم بالمشروع القمعي نيابة عنها).
و عندما انطلقت الحركة في 2014 لمواجهة خصومها المذهبيين والعسكريين (‏الاصلاح و علي – محسن) تبنت نفس آلياتهم في اسقاط المعسكرات والمدن وتبني الخطاب الثوري لتدمير مؤسسات الدولة وممارسة أقصی درجات العنف.
(وعندما انتصرت عليهم لم تنفذ مشروعها ولكنها نفذت مشروع خصمها اللدود صالح).
وعندما بدأت حربها ضد القاعدة في البيضاء تبنت نفس اليات خصمها الوجودي في ادارة التوحش وإطلاق حرب شاملة لا نهاية لها. و حتی في حربها هذه فإنها تتقمص مشروع القاعدة الطائفي التكفيري وتعمل علی توسيع القاعدة الاجتماعية المؤيدة له.
وعندما سيطرت علی العاصمة في سبتمبر 2014 وصلت الی مرحلة الذروة في التشكل علی هيئة الخصم (الذي اصبح هذه المرة الفاسدين والقوی المسيطرة). فانطلقت الميليشيا للاستيلاء علی اموال الدولة وصرفها علی لجان وفعاليات الحركة والتوسع في تعيين الموالين والمحسوبية واطلاق موجة غير مسبوقة من القمع والاختطاف والتعذيب والقتل وفتح المعتقلات الخاصة ومحاصرة الخصوم السياسيين.
لهذا تتناقض الجماعة بين الشعارات الثورية والممارسات الفاشية، وبين أحلام النزاهة وواقع الفساد اليومي الذي تمارسه فيفشل مؤيدوها قبل أعدائها في تفسير تصرفاتها.
الحوثيون كضحايا لستة حروب لا يمكن ان يكون مشروعهم اشعال سلسلة جديدة من الحروب ضد أبناء الشعب اليمني. لأنهم ساعتها سيصبحون العدو المشترك للجميع.
الحوثيون يحتاجون الی “سياسي” يخلصهم من شطحات “القائد” وينقلهم من تنفيذ مشاريع الخصوم إلی تأسيس مشروع وطني يساهمون في تنفيذه.
أما تحالفهم الوثيق مع صالح والمؤتمر فهو تعبير عن ذروة التماهي مع العدو والانشغال بتنفيذ مشاريع الخصوم.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى