فضاء حر

حين يدفع اليمنيون ضريبة انقلاب هادي والمشترك على ثورة فبرائر

يمنات
دفع اليمنيون اليوم ضريبة انقلاب هادي واحزاب المشترك على الثورة الشعبية السلمية في فبراير 2011.
السعودية ودول خليجية اطلقت مبادرة في ابريل 2011 لإزاحة صالح من قمة هرم السلطة للحؤول دون ثورة ناجزة غير متحكم بها، أو غير مضمونة العواقب. استهدفت المبادرة تغييرا في الرئاسة يؤمن استمرارية وظيفة الدولة اليمنية كدولة حاجز، وليس كحديقة خلفية كما درج القول!
لكن هادي والمشترك، بسذاجتهم المعهودة، تقمصوا هيئات رجال التاريخ فجعلوا من مبادرة نقل السلطة مدخلا إلي اعادة صوغ الدولة بتحويل طبيعتها من دولة بسيطة إلى دولة مركبة. كانوا يتحاذقون ويهدرون تضحيات الشعب اليمني في محاولة اختراع دولة وأقله اختلاس جزء منها. تصرفوا بخفة ورعونة في مسألة تقع في صميم وجود الشعب، وبدلا من انصاف المظلومين جعلوا من المظلوميات كروت سياسية لفرض خياراتهم الطوباوية.
لقد مهدوا لحرب أهلية بفيض غبائهم الذي كان صالح يحوله إلى ارباح ومكاسب مستميلا جماعة الحوثيين التي ورثت، نوعا ما، جماعة الاخوان المسلمين في اليمن ك”حزب الشدة” في صراعاته منذ نهاية السبعينات.
الثابت ان هناك فراغ قيادي يمني هو الذي شجع صالح على العودة الي صدارة المشهد اليمنيً وهو الذي جرأ عبد الملك الحوثي على الاستحواذ على السلطة والذهاب بعيدا في “مسيرته القرآنية” حد القتال في لحج ومأرب وعدن وتعز وشبوة، في ما يمكن اعتباره حنين الى امجاد الإمام المتوكل اسماعيل في نهاية القرن ال17.
اليمن يترنح جراء حربين؛ حرب داخلية استدعت حربا من الخارج. الحربان تتكاملان حتى الان في رسم خطوط واحداثيات لحرب اهلية مستدامة في اليمن.
اراد اليمنيون صوغ سلطة يمنية جديدة بثورتهم على نظام صالح قبل 4 سنوات. واراد هادي وقادة المشترك محدودوا القدرات وضيقوا الأفق وعديموا الخيال، اعادة صوغ الكيان الوطني لليمنيين، وأراد الحوثيون استحياء امجاد ابطال القرون الغابرة بشطب نصف القرن الماضي من مسطرة التاريخ اليمني، والتعامل مع ثورتي سبتمبر واكتوبر باعتبارهما جملة اعتراضية او خطأ يتوجب تصحيحه، وأراد صالح استعادة مزرعته التي اضطر الى التنازل عن نصفها في 2011، بعدما تأكد ان منافسيه اغبى من ان يقاسمونه دولة وأضعف من ان يخشى جانبهم.
جميعهم تورطوا في مباراة صفرية.
المقلق هو أن الرياض ليست الحكم المناسب لمباراة يمنية من هذا النوع.
والكارثي هو أن الرياض، في ظل القيادة الجديدة، تظهر ميلا حادا الى خوض مباراة صفرية في اليمن!
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى