فضاء حر

سؤال مزعج ..!

يمنات

ضياف البراق

“متى أتصالح مع نفسي؟” سؤال مزعج، غير منطقي بتاتًا، يراودني على الدوام. إنه سؤال مكتمل الخطورة؛ إذ يوجع دماغي ويجعلني تافهًا في أحيان كثيرة.

إن التصالح في هذه الحال يعني: السقوط في منتهى اللا شيء؛ وإهمال الحقيقة، أو التخلي عن جانب من جوانبها، أو نحو ذلك. 

ترى ماذا سأستفيد حال، أو بعد، تحقيق ذلك الصُلح العبثي؟ لا أدري طبعًا. 

إني أكره أن أعيش في استقرار نفسي؛ بل إني أخشى أن أكون بلا فوضى؛ التمرُّد -وحده- يجعلني أكثر إنسانية؛ وأكثر شفافية؛ ذلك أنه يحرّضني، عادةً، على الكفاح الطويل، والتفكير الخصب في المسائل الممنوعة.
أريد أن أعيش في وضوح.

على كل حال، أخشى السعادة لنفسي؛ وأحبها لغيري، للجميع. السعادة لا تليق بي إطلاقًا؛ أنا إنسان قلِق باستمرار، وأرغب بالعيش في كفاح دائم مع كل الأشياء، كما أرغب بالعيش خارج المعاجم؛ وخارج المألوف أيضًا.

البحث عن الجديد هو كل شيء بالنسبة لي.
أقول هنا: لا استقرار في الحب الحقيقي: الحب الإنساني الشامل. إنه كفاح بلا توقّف. 
هذا الحب يسعدني جدًّا، يسعدني على نحو يحملني على الوجع والنقاء.

أظن بأن التصالح مع الذات لا معنى له سوى الخضوع للفشل والتبلُّد؛ إنه خضوع اِنهزامي يبعث على الموت في أعماق المرء.

يكفي المرء – فقط- أن يكون ثائرًا على الجهل بكل أشكاله؛ وإنسانيًّا في نظرته للوجود؛ وتلك هي السعادة الحقيقية. 

وفي تقديري فإنّ السعادة، من ناحية أوضح، تعني: العيش خارج حدود الكراهية والجمود.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى