فضاء حر

استراتيجية الصراع اليمني ..!

يمنات

زكي حاشد

من الخيارات الاستراتيجية التي خدمت وتخدم اطراف الصراع في اليمن والمتمثلة بالانظمة التي تسعى الى الحكم بشقيها “الشرعي والحوثي” من ناحية، والمحتل الخارجي “السعودي والاماراتي” من ناحية اخرى، وهي التي منحتهم ومازالت تمنحهم المبرارات والشرعية للاستمرار في تحقيق اهدافهم ومطامعهم، هذه الاستراتيجية ترتكز اساساً على إسقاط الدولة ومؤسساتها الوطنية الرسمية القانونية وتشكيل وانتاج مليشيات وجماعات مسلحة بديلا عنها تحت مسميات مقاومات شعبية او وطنية… الخ.
وهذا ماتم تنفيذه وتحقيقه بالفعل من قبل كافة اطراف الصراع للوصول لتحقيق ماربهم ومصالحهم من خلال :

– وجود واستمرار الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية الذي منح ويمنح الغطاء الرسمي للتدخل الاجنبي لتدمير وضرب اليمن واحتلال اجزاء منه واستنزاف طاقاته وموارده والذي أتى وسيظل بحجة القضاء على هذا الإنقلاب ..

– ضعف وعجز “الشرعية” وشرذمتها الذي ادى الى انهيار كامل وتدمير شامل لعمل مؤسسات الدولة الرسمية وتعطيل دورها الوطني ، تمكنت فيها ادارة البلاد من خلال مليشيات وجماعات مسلحة خارج اطار ومنظومات الدولة الرسمية ونظامها القانوني والتشريعي ولما فيه خدمة لمصالح واهداف هذه الجماعات المسلحة ولدول العدوان الخارجي ..

– استمرار الصراع بالحرب والعدوان العسكري والمواجهات المسلحة يعطي غطاء شرعي او مبرر يعزز ويقوي دور هذه المليشيات او الجماعات المسلحة بحجة الدفاع عن الوطن اما با لمقاومة للعدوان والتحرير من الاحتلال أو بالمقاومة والتحرير من الانقلاب ..!!

هذا الوضع الذي يعتبر مثالي لكافة اطراف الصراع الداخلية والخارجية لتحقيق مصالحهم واهدافهم لذا سيعملون جاهدين على استمراره وبقائه الى ان يتم التسليم والقبول به كأمر واقع وحتمي ومفروض على الجميع الذي يبدوا نه قد تم استيعابه والتكيف معه من الكثيرين …

ولان البديل الحقيقي والوطني لإنقاذ هذا الوطن وانهاء هذا الصراع والتدمير والتمزيق والتشتيت للوطن يكمن فقط بوجود مشروع وطني جامع ودولة نظام وقانون وعدالة ومساواة يحكم ويحتكم اليه كافة ابناء الشعب اليمني دون تمييز..! يبدوا غير ممكن ان لم يكن من عاشر المستحيلات الان او حتى وجوده على المستوى القريب والمنظور ، نظراً لغياب الارادة الوطنية وقلة حيلة أبنائه المخلصين وفي ظل هذه الثقافة والتعبئة الخاطئة التي تغلب فيها الحقد والجهل والاطماع والتمحورات الضيقة حول مشاريع صغيرة ومصالح خاصة ، فان اليمن وشعبه سيظل يرزح تحت وطاة هذا الوضع الماساوي لأمد غير قصير ..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى