فضاء حر

الفأر الذي دمر مدينة.. والكلب الذي عوى فهدّ جبلاً -!!!

يمنات

 أيوب التميمي

هناك أسطورة تحكي ان ملكاً
ربط حجراً على بطنه واجتهد كثيرا حتى بنى مدينة عملاقة في مأرب سميت (إرام ).. كل أعمدتها مطلية بالفضة وعتبات المنازل بالذهب ..وقيل ان مزاريب سقوفها قضبان من ذهب..ولكي تتسع المدنية اكثر وتدوم إلى ماشاء الله بنى سدا عظيما في مأرب يسقي كل الناس والانعام والمزارع مدار الاعوام حتى ان الناس لم تعد تخشى مواسم الجفاف أو اعوام القحط …

وحين كبر الملك في السن كان قد التفّ حوله سياج من الشباب السُذج ..

أراد ان يعلمهم طرق الحكم والسيادة لكنه لم يدرك ان طموحاتهم وتطلعاتهم كانت دون مستوى ذلك رغم تمنيهم للسيادة .. ولم يلاحظ الملك -لصدق مشاعره وحسن نواياه – ان حبهم النفعي له كان حجر الأساس في تلك العلاقة ، لا كما يظن انه ولاء عن حب عاطفي اسري وقناعة عقلانية متنورة واسوة اجتماعية وطنية.. فأطلق لهم العنان وظل يعفو ويغفو ويسهى وينسى ويغتاض ويتغاضى على تصرفاتهم ويسكت عن أية شكوى تصل اليه ممنيا نفسه انهم يتعلمون منه الحكمه .. فيما تزداد مساوئهم ويكثر الشاكون ويقل الشاكرون .. وبات الرعية يخشونهم اكثر من الملك فلا يتجرأ احد على شكواهم ..

فتوجه كل الذين تعرضوا للظلم واكلوا الوهم واضاعوا الوقت والمال دون انصاف .. توجهوا الى الله..فأرسل الله فأراً ظل ينخر في جدار السد كما ينخر اولئك في حكم ومدينة وإرث الملك وحين حانت الساعة مات الملك وخرا السد فطمرت المياه المدينة ..نجا من نجا وهجرها من هجر .. وظلت مجرد حكاية …

أنا أيضاً أعرف رجلاً اجتهد كثيرا وضحى كثيرا وسهر كثيرا وجاع كثيرا .. رجل عفيف شريف نزيه كريم صادق بنى مدينة فاضلة من القيم والأخلاق والمبادئ والمواقف الانسانية والسياسية .. وقد حرص على سمعته كما يحرص على عينية .. قارع الظلم والفساد وجاهر بالحق في كل موقف..

عُرف بالسلطان ..لغناء نفسة وعزتها ..
وكي تستمر المدينة وتتوسع قام ببناء سد عظيم ممتلئ بالود والوداعة والرحمة والسماحة والسخاء بما يجد فخضرت قلوب كل من ورد ماءه من ضعيف وقوي كبير وصغير ابيض وأسود بدوي وحضري.. واقتبس من مدينته كل من سكن قلبه .. فذاع صيته وعلا شأنه وكثر محبوه.. وفي احلك الظروف وليالي العمر المدلهمة ظل يواسي الخائفين ويُطمئن اليائسين ويصدح بالحق حتى عذره من عايره وخشاه من سايره ..

وذلك لكونه مورداً لكل مظلوم ولكل محروم…لكنه تقدم بالعمر فارتكأ إلى شواب من ذوى الحب النفعي يرون فيه مشروعاً استثمارياً جيداً في قضايا وحاجات الناس ..

فصاروا فئراناً تقتات على ثروة نضالاته وتحجبه عن الرعية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا حتى بات الرعية يخشونهم اكثر مما يحبونه .. ويكتمون عنه ما يلقونه كي لا تؤجل مصالحهم …
ورويدا رويدا بدأ مذاق مائه يتغير ولونه يتكدر …

ظن السلطان انه قد فصل بقضايا مريديه.. فقل مرتادوه .. وقال حسنا فعلت .. لكنه لم يدرك ان الفئران تلتهم مخزون نضالاته ، وتأكل الثوم بفمه ، وتفتي الناس بقدر ما في الكأس … فيما يصلي محبوه لله ألَّا يسقط عليهم السد ..

هل تريد ان احكي لك قصة اهل النقدود ..(تصغير صفة النقاد).. انتظر قليلا فإذا اسودت سحاب العيون أبصرت بما لا يبصرون ..فُُصدق كل كذاب مشين .. وأطُيع كل حلاف مهين ..وعلا شأن كل هماز مشاء بنميم ..وأمن كل مناع للخير معتد أثيم ..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى