فضاء حر

عملية تسويقية .. لسلعة دنية !!!

يمنات

أيوب التميمي

“أجمل ما في الفقر أنه لا يجلب لك أصدقاء المصلحة..”
قرأت هذه العبارة في “حالة” أحد الأصدقاء ، وبصراحة استفزني مطلعه حتى طار النوم من عيني ..
“أجمل ما في الفقر..”عليك اللعنة ، وهل في الفقر صورة جمالية ؟!

يهيأ لي أحيانا أن الذين يتشدقون به و يجمّلون هذا القبيح، المشوه الملعون لم يعاشروه.. ولم يحسوا به ..

هو نوع من التضامن المجاني الذي لا يحيط بالقضية.. أو المدفوع ثمنه لتغييب الوعي وتوارث هذا الذميم!!..
يقلبون المفاهيم رأساً على عقب ، فتصبح الطيبة والشرف سمة الفقراء.. والقناعة كنزاً لا يفنى! وأكثر أهل الجنة من الفقراء!!..

عملية تسويقية لسلعة دنية من تاجر دين باع الله ورسوله ،من أجل الابتعاد عن هذا الغول “الفقر” ، وخطيب الجمعة ، والمسؤول اللص ،والتاجر الجشع.. كل هؤلاء يسوقون لنا السلعة ذاتها ، منذ نعومة أظفارنا حتى لا نطرح السؤال.. ولنعرف حجم النعمة التي كنا فيها ونتمنى دوامها.. نعمة دونها الجنة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر!!..

هذه “النعمة ” المسمومة، كانت تتجسد في خيالي كطاهش الحوبان يكَشرُ عن أنيابه.. غير آبهٍ بطموح طفولتنا..

إنه نفس الطاهش الذي كانت جدتتي .تقص علينا عن سعيد الجان، ورشيشة الرمان ، و الطاهش الباطش الشرير.. ذي القوى الخارقة.. المستعصي على الموت والفناء!!..

كل أموال الدنيا… وسخ.!
فتصبح جل الكلمات التي يتفوه بها المسوقون خاوية من كل معانيها، وتصبح أعمدة النور التي ليس لها نصيب من اسمها محطمة ،ويلف الظلام الشوارع والحارات عدا ذلك الضوء أمام منازلهم الذي تتراقص حوله الأطياف.. وحكايات الرعب!!..

فهؤلاء يخافون علينا من النور الذي قد يفتح أعيننا على حقائق، و يشفقون علينا منها!
كل شيء مرسوم لنا سلفا.. لا يجب أن نخرج عنه أو نتعداه !!..
نتوارث القرية والحارة والوظيفة أباً عن جد.. ونتعلم كيف نعشقها، تماما كما أوصانا الآباء!!..
نفس الوظائف والأعمال والمشكلات، والمساجد التي تبشر الصابرين!!..
والقناعة حكمة تتوارثها الأجيال.. وتتناصح بها في إخلاص!!..
لم نكن نتناصح بالطموح وكسر القيد..

فلماذا استسلمنا للانكسارات ووظائف العبيد ؟!..
ولماذا توارثنا أفكارا ومفاهيم كبلتنا.. وجذبتنا كالذباب نحو القاع؟!..
وأن نظل كما نحن ، دون كسر القاعدة التي شبعنا منها !!..
علينا الحفر لهذا التسويق الديني الكاذب.والخطاب السياسي المدجج بالعهر الفاضح “بأن الفقر نعمة يحسدونا عليها” .. وأن راحة البال والطمأنينة لا توجد إلا لدى الفقراء ..

لا تصدق هؤلاء المهرجين …علينا تعليم أطفالنا كيف يحلمون ويحققون انتصاراتهم على طاهش الحوبان (الفقر ).. في حين لم نستطع نحن تحقيقه ،، أن يغلقوا آذانهم من رجال الدين والسياسيين المدعين للوطنية ، وهم يقولون : “الفقراء يدخلون الجنة ..”

عليكم التمرد على القيود المتوارثة والأفكار الكهنوتية .. والتطلعات إلى القمة.. والنجاح ..

ختاماً:
اللّهم إني أعوذ بك من هشاشةِ الروح وإيمان الهوى، اللهم إنا نعوذ بك من زيغ ألسنتنا حين نخاطبك، ومن سوء عبادك حين يؤولون القول كما يشاؤون.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى