أريد استعادة طفولتي المغتصبة
يمنات
شوقي نعمان
اين اولئك الذين كانوا يقولون لي أنني ساكون إعلامي متميزا في المستقبل !!!
اود أن العنهم فردا، فردا، لانهم لم يخبروني أنني فاشل، ولايليق بي غير الفشل المؤبد. ولم ينصحوني حينها بتعب وشقاوة هذه المهنة !!! فعندما قررت وأنا في الصف الثامن أنني حين اتخرج من الثانوية سادرس كلية الشرطة واذ لم يكن فكلية الإعلام ، لم ينصحني احد أن هذه المهنة تحتاج للكثير من الاشياء كي تستقل ذاتيا وتواجه الفساد دون الارتهان لاحد بل انها مهنة المخاطر، والمتاعب، لم يكن احد،معي ولم اكن أعلم شيء عن هذه التعاسة،اقحمت نفسي باشياء تستنزف طاقتي وطفولتي وبرائة وجهي ايضاً..
لم اكن أعلم أن مهنة كهذه ستجعلك ترفض خطأ ارتكبه أقرب المقربين اليك!؟
لم اكن أعلم أن هذه المهنة ستجعلك تسهر الليل والنهار معا،تبحث عن تفاصيل قضية أو موضوع ما لتكتب تقرير متكامل لصحيفة أو موقع بثمن بخس لايكفيك لشراء القات وعلبة دخان وكاس شراب !!!
لم اكن أعلم أنني سأصل لمرحلة اكره فيها كلام العقل، والمنطق، والاتزان ،واستخدم اسلوب العرعرة والشقدفة والسخرية من كل الحكام والساسة والعملاء وكل من حولي !!.
لم اكن أعلم أنني سادرس مقرر حرية الصحافة عند دكتور ليحقق معي بعد اسبوع بتهمة منشور انتقدت به فساد العملية التعليمة!!.
لم اكن أعلم أنني سافقد كل اصدقائي الجبناء في انكاري لابي هريرة والبحث عن الحقيقة المطلقة التي يؤمن بها العقل لا سواه!!!
لم اكن أعلم أنني ساحب الجوع والوحده خوفاً من أن ينقذني احدهم ليمليء عليَّ ما يريد!!.
لم اكن أعلم أن اصدقائي سيحرضون امي عليَّ بسبب السلفي الذي التقطه مع بعض الصديقات في الندوات والمؤتمرات ونشرته على الفيسبوك !!!
لم اكن أعلم أنني ساحب هذه المهنةمؤخرا بهذا الشغف رغم الجوع والمشاكل والمتاعب والمحن لتجعلني سجين افكاري وتوجهي وإنتمائي!!
لم اكن أعلم بكل هذه التفاصيل المؤلمة!
كنت اتمنى الا تمر مرحلة النضج في حياتي
ولا العقلانية ايضاً
أريد أن ابقى هكذا طفلاً مشاغبا مزعجا لايفقه بالحب ولابالسياسة ولابالوطن ولا بالمبادئ ولا بالنضال..
أريد ابقى متسكعا بين اصدقائي في الحارة ونرفع الموسيقى بصوت عالي،نذهب حيثما نشاء دون ترتيب أو برتكولات.
أنا لا أريد شيء فقط أريد استعادة طفولتي المغتصبة بهذا النضج والعلاقنية والوحدة
ابحث عن طفولتي التي قضيتها بالعمل في المطاعم و الملابس، والفنادق
الالم والمعاناه هما من يجعل الشخص اكثر نضوجا وعزلة اما القراءة فهي اسوء من ذلك بكثير،
أريد الهروب من مضاجعة هذا الحزن الذي يزني بطفولتي !!
أنا لا ابحث عن مستقبل ،ولا عن نجاح،ولاعن شيء اخر
فقط ابحث عن المووووووت المشرف يا رفيقي.
الموت الذي لاتبيع فيه امي خاتمها لتشتري قبرا تواري هذا الجسد اللعين الذي لم يفيد البشرية بشيء غير معناقة مجموعة من النساء العابرات اللواتي لافائده منهن.
الحقيقة أنني مستغرب كثيراً لماذا اوجدني الله!!وماهي الغاية
هل جئت هكذا مصادفة للحظ!!
افكر احياناً هل أبي ام الله المسؤول الاكبر في تعاستي !!
الحلقة العاشرة
# من ديوان معاناة طالب جامعي
يبيع ملابس صديقة لوجبة الطعام.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.
