فضاء حر

خيانة الإمارات كشف المستور

يمنات

عبده العبدلي

لم تكن خطوة الإمارات في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني مفاجئة بل أنها جاءت لتكشف التوجه الحقيقي لدى هذه المشيخة في الخيانة والعمالة وأن علاقتها بهذا الكيان متجذرة لانهما من منشأ واحد مع اسرائيل ودويلات الخليج وبالتالي فقد جاء الآن الدور على الإمارات وسيأتي غدا على السعودية وبعدها البحرين وهكذا تظهر على السطح ماكان خفيا لأن الحياء انتهى ولم يعد له وجود .

كما قلنا فإن هذه الخطوة وفي هذا الوقت ليس فقط ليكشف ويرّسم توجها قديما لهذه المشيخة لكنه لتشجيع المتخاذلين والمترددين والعملاء من السياسيين والنخب على اتخاذ خطوات مماثلة وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية بعد تلك الخطوة المتمثلة في صفقة ترامب وماقبلها من إعلان قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها كما جاء في القرار عاصمة للكيان الصهيوني وأيضا ماتلاها من خطوات يسمونها تطبيع بينما هي بالفعل خيانة للقضية الفلسطينية.

في حقيقة الأمر كشفت هذه الخطوة أيضا أن العدوان على اليمن وتدمير العراق وسوريا وليبيا ولبنان وتمويل الحروب في الدول العربية والذي تصدرته الإمارات والسعودية لم يكن سوى جزء من مخطط صهيوني أمريكي يهدف إلى الوصول إلى تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير كما يسمونه الذي تكون فيه السيطرة على المنطقة لاسرائيل وتكون هذه الدويلات مجرد كيانات هزيلة تتصارع وتتقاتل فيما بينها أو أن تهرول نحو أمريكا وإسرائيل لحمايتها كما تفعل دويلات الخليج وهذا يؤكد أن هذا الإعلان باقامة علاقات بين الإمارات وإسرائيل ما هو إلا تتويج لمسيرة سنوات طويلة من العمل بين الجانبين على العديد من الملفات ومحاولة إضافية من الجانبين لضرب استقرار المنطقة والعبث بمقدراتها وخيراتها وضرب آمال شعوبها وان هذا الإعلان العلني للاتفاقية لم يكن سوى تتويجا لسنوات من الاتصال والتواصل المباشر وغير المباشر، بل قل من التآمر منه المكشوف وما خفي منه كان أعظم، وفي مجالات مختلفة اقتصادية وأمنية ورياضية وسياسية.

اللافت في الأمر أن أمريكا واعلامها كلما أعلن أي نظام توقيع اتفاق مع إسرائيل تطلق عليه لقب الشجاع وسلام الشجعان والخطوة الشجاعة والرئيس الشجاع والملك الشجاع وهكذا تتحول الخيانة والعمالة إلى شجاعة ويتحول بائع الأوطان إلى بطل وهذا هو ما عمل عليه الاعلام الصهيوني على مدى سنوات طويلة فقد أطلق على اتفاقية الخيانة التي وقعتها مصر في سبعينيات القرن الماضي بأنه سلام الشجعان ووصفت الرئيس المصري السادات الذي خان قضية بلده وأمته بأنه الرئيس الشجاع كما فعلت مع بن زايد وستفعل مع البقية وهكذا تكون الوقاحة بطولة والخيانة شجاعة كما ان الاعلام عمل على تحويل النزاع من عربي اسلامي مع إسرائيل إلى فلسطيني إسرائيلي لتهيئة الشعوب العربية والإسلامية لتقبل هذا الكيان على اعتبار ان مشكلته مع الفلسطينيين وهذا ماحدث حيث أن الكثير من الشعوب خضعت لأنها تعودت في اعلامها بأن فلسطين تخص الفلسطينيين فقط ولاتعنيهم كشعوب عربية وإسلامية.

لقد راهنت أمريكا وإسرائيل على انهيار النظام العربي بل أنها من ساهمت فيه حتى تكون الطريق سالكة وبالتالي فمن البديهي ألّا تعترض أيّ دولة عربية على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لأن السلام العربي الشامل مع إسرائيل هو الذي تم التخطيط له وتهيئة الأنظمة وحتى الشعوب للقبول به وهنا تكمن الخطورة إذ أن رهان الشعب الفلسطيني وقواه المختلفة على الشعوب لم يعد ممكنا أو أنه صار صعبا جدا على اعتبار انه لم يعد سوى بعض الشعوب التي تمثل محور المقاومة اما البقية فقد أصبحت فلسطين بالنسبة له من الماضي أو أنها قضية خاصة بشعبها واهلها.

بالتأكيد أن على الجميع اعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة كقضية مركزية ونواة أساسية في أي مشروع ثقافي حضاريّ مستقبليّ باعتباره الضامن الوحيد لبقاء القضية الفلسطينية حية في وعي الأجيال القادمة وهذا هو الدور المأمول للإعلام المقاوم والذي يعول عليه استعادة الوعي الشعبي الذي تم تغييبه على مدى سنوات طويلة .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى