فضاء حر

هناك دائما بداية جديدة

 كيف اكتب عن السيئين دون أن اصيب الجيدين بالإحباط؟

الشر يتجول ونحن نحاول ان نقول له "رائحة فمك كريهة"

،وليس من الصواب ان يتعرض كل هؤلاء الاذكياء النزيهين للإحباط وعليهم تذكر مقولة ذلك القائد العسكري الذي قال: "اعرف ان جنودي لا يحبونني وان الشتاء قد حل وانفي طويل لكنني سأنتصر في النهاية".

صحيح ان بيادة الفرقة الأولى تسعى لدهس آخر معاقل المدنية في جامعة صنعاء وتريد استكمال ما افلت من يد العسكر على بوابة الجامعة في ساحة التغيير وصحيح ان باسندوه غير كفؤ ووزراء المشترك اشمتوا بنا علي عبد الله صالح وصحيح ان الشر يتقدم في بقاع العالم بينما نجابه نحن شرا استيقظ للتو ولم يغسل وجهه، ويحمل نقود البنك المركزي بشوالة على ظهره، الا اننا لا نزال قادرين عل التهكم واكتشاف فجاجة من نهبوا الثورة بقوة أشداقهم وليس بحذاقتهم ذلك ان الفجاجة تتحول الى قوة في مجتمعات بدائية نوعا ما.

اعرف رجلا ذكيا وحاذقا كان يتورط كل مرة في شريعة اولاد عمه عند عاقل الأسرة في جو من الجلبة والمداهفة ولا يملك المساحة لقول ما لديه والدفاع عن حقه فيخسر ليس بضعفه وانما بغوغائية اولاد عمه ويغادر بيت العاقل مبتسما، ازآد فجاجة الحياة ولا يستسلم ،اذ يعمد لشراء كمية كبيرة من الهريسة "كان يحب الهريسة ويمتدح حلوة ما تبقى من العالم، ناهيك عن شراء القات الجيد والعودة الى بيته مرتجلا جوا احتفاليا تجلس في بهجته زوجته التي تجاوزت الخمسين عاما تمضغ معه القات وهي مشقرة بالحمحم ويتبادلان كل الفكاهات التي تكشف غوغائية غرمائه وتقلل من شأنهم ،وعقب كل استحواذ فج على حقوقه لا يدعهم ينتزعون روحه المرحة وبقية من احتياط البهجة في قلبه المتعافي.

يتجول الشر في العالم انيقا ومتهكما وكامل الضربات وعلينا مجابهة الخجافة والحؤول بينها وبين مساحة رقص ارواحنا على خرائب المحاولات ،لقد حاولنا وسنحاول مجددا والفتيان سيكتشفون طرقا جديدة لمقاومة ابتذال الجشعين وهم يتتحاصصون ويتحدثون عن العدالة.

في الحرب، بما فيها القذرة يمكن اعتماد التهكم شكلا للمقاومة..

مقاومة الطائفية والعنف وزمن الجماعات واللا دولة

اذكر انني صادفت مقاطع من فيلم يحكي كيف ان الشباب الفرنسيين كانوا يقاومون الاحتلال النازي بالرقص..

يا للهول كم انهم بارعون وكيف كان ذلك الاستعلاء الفني بوجه غباوة السلاح يجعل الفرنسيين الراقصين افضل..

لديك الأمل والتندر ازاء غباوة دنيا تريد اقناعك ان كل شيء قد ضاع، لديك الفكاهة ونقاط ضعف الشرير وحكاياه المخزية، لديك وعيك مقابل نهمه الحيواني وهناك دائما بداية جديدة..

 

تذكرت بقية حكاية رجل الهريسة، فلقد مرت السنوات وهو لا ينفك يشارع باحثا في ذات الوقت عن هيئة تحكيم جديدة داخل وعي القرية وانا هنا سأكون هادفا ان اخبرتكم ان وعي القرية انحاز اليه بمرور الوقت ومات العاقل وتقاتل ابناء عمه فيما بينهم، وفي تلك الاثناء ماتت زوجته ولكنه لم ينس يوما ان يسقي غرسة الحمحم ويمر على ارضه المنهوبة دون ان يطلق احد عليه النار.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى