فضاء حر

هادي والتواجد الأمريكي في اليمن

من يتابع المشهد اليمني يعرف أن أمريكا تسعى سعيا حثيثا لأن تصنع نظاما وجيشا يكون مواليا لها ومنخرط في المشروع التابع لها في المنطقة فكل القرارات الرئاسية التي تصدر هذه الأيام تثبت هذا التوجهات .. وفي نفس الوقت نرى هوس جنوني سلطوي لدى قيادات حزب الإصلاح في هذه المرحلة وذلك بالارتماء في أحضان الأمريكان والانزلاق في مستنقع العمالة لها مقابل الحصول على السلطة حتى لو ضحوا بالشعب ومقدراته في خطوة مفضوحة وتأدلج مكشوف للتمهيد والتهيئة للاستعمار الأمريكي .. وهذا هو توجه الحكومة والأحزاب خصوصا الإصلاح في التستر على أمريكا وما تمارسه من إجرام واستعمار لليمن ..

في المقابل يسارعون في اختلاق تكهنات وإطلاق تحذيرات من إيران ومن تدخلاتها في اليمن وجعلوا إيران الشماعة التي تستر سوءتهم وعمالتهم لأمريكا .. فيروجون لهذا في منابرهم الإعلامية ويشنون حملات إعلامية على كل من يصرخ أو يندد بجرائم أمريكا أو يخرج في مظاهرة للتنديد بالإساءة للرسول الله ولم يكتفوا بهذا بل حملوا السلاح ضد من يندد بأمريكا أو يهتف ضدها وفي آخر المطاف يتهموه بالعمالة لإيران وهذا كله لأجل التغطية على جرائم أمريكا واستعمارها للبلد وكذلك عمالتهم الواضحة لها ..

وأمام هذا الوضع المظلم في اليمن والعمالة الواضحة والتهيئة للمحتل الأمريكي زار هادي أمريكا وتحدث للأمريكان ولوسائل الإعلام الأمريكية بطريقة يثبت العمالة الواضحة والتغطية على جرائم أمريكا وأيضا يكشف عن الولاء والطاعة للأمريكيين غير أبه بشعبه ودينه ولم يكتفي بذلك بل تفاخر بقتل شعبة بطائرات بلا طيار الأمريكية وانتهاك سيادة اليمن حيث قال بصريح العبارة " دقة الطائرات الأمريكية في توجيه الضربات واصفا الطائرات بأنها أعجوبة تقنية " وهو بهذا يرحب بالاستعمار الأمريكي وفي المقابل يحذر من إيران ومن تدخلاتها في اليمن ..

 هنا نتسأل أليس المفترض أن يتحدث هادي ويستنكر قتل اليمنيين بطائرات أمريكا ويرفض الاستعمار الأمريكي الذي لم يعد خفيا على احد ولا يستطيع احد تبريره أو نكرانه ؟

لا أن يسارع في إلقاء الاتهامات الذي لم يسندها إلى دليل بتورط إيران في زعزعت الأوضاع في اليمن حسب زعمه ؟ !

فمن السخافة أن يحذر من تكهنات ومن تدخل لا وجود له فيما يتجاهل ويتباهى بما يقوم به العدو الأمريكي في اليمن من قتل لليمنيين واستعمار البلد وانتهاك سيادته والسعي للسيطرة والهيمنة على اليمن ومن ثم تصبح محمية أمريكية شأنها – شأن كل البلدان التي تستعمرها ..

وبالتالي يتحرك السفير الأمريكي يهودي الأصل كيفما يشاء وفي فضاء واسع وحر ويلتقي بكل أطياف الشعب اليمني ويعقد الاتفاقات العلنية دون أن يحتج احد أو يستنكر .. وكذلك تحركات الاستخبارات الأمريكية العلنية والتسهيل لهم في فتح المكاتب الرسمية في المدن اليمنية وأضيف إلى ذلك تحويل القواعد العسكرية اليمنية إلى قواعد عسكرية أمريكية .. وكذلك حشد مئات الفرقاطات والسفن الحربية وحاملات الطائرات ومئات الآلاف من الجنود الأمريكيين المدججين بالسلاح والذي يقبعون في بحارنا وجزرنا اليمنية .. وهذا كله علني وكل يمني يعرفه وأمام هذا الاستعمار الأمريكي نرى تلك المواقف الهزيلة والعميلة من هذه الحكومة التي أصبحت أمريكية بامتياز ..

وفي نفس الوقت يقدمون للأمريكيين الشكر والتقدير على قتل اليمنيين واحتلال اليمن وفي المقابل يحملون إيران مسؤولية زعزعت الأمن والاستقرار في اليمن وهذا من العجيب والأعجب منه عندما تحدث هادي عن سوريا وفقدان إيران لها معللا التدخلات الإيرانية في اليمن التي لا وجود لها بأن إيران تريد أن تبحث لها عن موطئ قدم في اليمن بعد أن فقدت سوريا فمن صاغ هذا الخطاب يبدو انه مخضرم وقد خاض معارك سياسية جعلت منه رجل يعرف كيف يوصل الرسائل السياسية بطريقة متفوقة ورائعة بدون أن يكون مفضوح أو مكشوف في التوجه والتخندق في العداء لسوريا وإيران ..

هنا نقول لهادي بكلامك هذا كشفت أن كل ما حصل من اتفاقات ومن فرضيات كلها تخدم ذلك العدو الأمريكي المتربص بالشعب اليمني وثورته الشعبية وأن النظام العميل لازال هو- هو لم يتغير بل رتب حسب الطريقة الأمريكية لما من شأنه كبح جماح الثورة الشعبية والحيلولة دون نجاحها ..

 ولهذا على الشعب اليمني أن يتمسك بثورته الشعبية حتى إسقاط النظام الظالم والعميل وتقديم قيادات الحروب في الشمال والجنوب إلى المحاكمة وكذلك محاكمة كل من خان الشعب وثورته وجعل البلد في مهب الريح وفتح الباب أمام العدو الأمريكي .. فالاستمرار في الثورة هو الحل الوحيد من الخروج من هذا الوضع المزري والمظلم .. ومن ثم تنتصر الثورة وتسقط المنظومة الفاسدة والظالمة وتسقط الوصاية الأمريكية السعودية على اليمن وبعد ذلك يبني الشعب اليمني دولته المدنية التي تكفل حقوق وحريات الجميع ..

زر الذهاب إلى الأعلى