فضاء حر

رقم صامد

يمنات

اتصل احد القراء اليوم ليقول لي: السفير السعودي ما يجاوبش. انا لم اخبره انني نشرت ارقام السفراء والسياسيين ليرسل لهم رايه او يتصل بدون زعل لقد تجاوبت معه بجدية رهيبة واقترحت ان يرسل لسعادته ماسجا يضمن فيها مظلمته او عرقلة جهة ما في السفارة لتأشيرة جواز سفره.

لا ادري كيف انني لم اعط رقمي للقراء كل هذا الوقت.. ذلك انني اليوم وانا في صباح الجامعة نازل مع الطلبة ضد عسكرة الجامعة لم اتوقف عن تلقي مكالمات الاطراء وبعض التقريع من قراء يقول احدهم انني تغيرت. كنت اهتف مع الطلبة "ارحل ارحل" رغم ما داخلني لحظتها من ذكريات محيطة مع ترديد "ارحل" فلقد رددناها قبل سنة ولم تكن النتائج طيبة.

المهم انني بقيت ارد على المكالمات وسط الهاتف الهتاف وبين كل هتاف واخر ولا ادري كيف اجيب عن تساؤل احد القراء وهو يستفسر قائلا: من كم قيمة الصاروخ التشيكا؟ لا ادري ما حاجته لصاروخ وتوقفت وقد ارهقتني عملية المقارنة التي يقوم بها بين نوعي الصواريخ التي صادرها الرئيس من الحرس الجمهوري وضمها لترسانة سيل من المكالمات ولو نشر كل صحفي رقم تلفونه لأدرك حقا ان الناس يقرؤوننا ولديهم حس الفكاهة النقدي ورغبة التواصل الذهني بمن يرون فيهم دماغ البلد، انا هنا لن استعرض امجادي المكتشفة تلفونيا في صباح الجامعة المناوئة للعسكر، لكن الاستفسارات عن اسباب عدم رد الوزراء والدبلوماسيين والحزبيين على اتصالات الناس لم تكف عن ملاحقتي، وكأنني وعدتهم بمكالمات طويلة يتبادلون فيها مع الساسة الاعترافات والتوضيحات والود الوطني لقد كان الغرض ابتكار اسلوب لملاحقة هؤلاء الهاربين التاريخيين من امتحانهم الجماهيري العسير، وعلى ان ارتالا من الرسائل ستدفع السياسي لوضع الناس في الحسبان اما الحب فمن الله وهم اصلا يدركون انهم محاطون بالتوجس وريبة الناس او الكراهية المبدئية للسياسي.

لا سبيل الان غير هذا ولا طريقة غير نشر الارقام رغم الحرج الذي سيترتب على نشر رقم دبلوماسي مهذب ومسؤول مثل علي الحمدان، اقصد التهذيب الشخصي رغم تمثيله لواحده من اكثر الدبلوماسيات العاملة في صنعاء تقحما لخصوصية بلادنا لكن لا احد يتوقع ان يصدر الرئيس هادي مرسوما يلزم الوزراء بالرد على اتصالات الناس.

المهم ان مظاهرة الطلبة وصلت الذروة واحد القراء يطلب إلي اعادة ارسال رقم صالح سميع بعد تصحيحه اذ ان تلفون وزير الكهرباء نشر بعشرة ارقام وهو لا يدري اي رقم من العشرة هو الخطأ ووعدته خيرا وكانت المظاهرة تتساءل عن سر ارتداء عسكر الجامعة او بعظهم زيا مدنيا.

لم يخبرني احد ان ثمة مسيرة من الجامعة الى رئاسة الوزراء سمعت لاحقا عن اشكال الاعتداء والعنف اللذين جوبه بهما الطلبة على ابواب باسندوة.

خطر لي ان ثمة تداولا لرمزية العنف وكان علي محسن قد منح لباسندوة جزءا من نسبة العنف التي يتمتع بها او ان باسندوة تصرف من تلقاء نفسه واظهر بعضا من استراتيجية جديدة اعتنقها مؤخرا ضمن اقتسام المؤسسة الرسمية لمزايا المزاج العسكري الفاعل.

بينما كان صامد السامعي يتلقى ركلات عسكر باسندوة وبينما شجت الهراوات عمره الغنائي كنت انا لا ازال في ساحة الجامعة ابحث عن كافتيريا تقدم عصيرا يمكنني من الرد على استفسارات ما نشرته من ارقام تلفونات الناس المهمين وهذا ابو عاكل فيما اظن يرسل رقم تلفون محله بعدن للبهارات والمكسرات، وكانت لهجته صادقة وانا هنا اعتذر لكل من خاب ظنه وهو لا يسمع من تلفون الوزير او السياسي غير الرنين المتواصل ثم الصمت.. كل انسان يرى بعين حاجته وحاجة الناس عند مجموعة من الهاربين او المحصنين بخطورة وضعهم الامني الذي سينكشف اكثر في الحال تم تداول ارقام تلفوناتهم ناهيك عن الحرج الدبلوماسي والشخصي حتى انه ما كان علي ان احرج من علي الحمدان سفير السعودية كونه هو اعطاني رقمه الشخصي يوما ذلك ان صاحب تعز الذي لم يرد عليه السفير ليس معنيا بالبروتكول بقدر ما هو معني بلقمة عيشه، وبقدر ما ينبغي علينا جميعا ان نكون معنيين بحياة الناس وليس بمزاج السياسية وبالفعل لماذا لا يرد السفير على اتصال صاحب الجواز العالق في السفارة؟

ليس عليه الرد شخصيا غير ان بوسعه ايجاد طريقة ملائمة للإصغاء لتعب اناس ليسوا مواطنيه لكنهم مسؤوليته الاولى وهو يمثل دوله الهجرة والرزق المؤلم والمهين.

لا ادري حتى اللحظة ما الت اليه جراحات صامد السامعي وزملائه المدنيين وهم يجابهون تجريب باسندوة للقوة في جو من التواطؤ والخسة اكتفى اليوم وهنا برقم صامد قولوا له انكم الى جواره 734489499.

عن: الاولى

زر الذهاب إلى الأعلى