فضاء حر

(هوجو شافيز) ومظلومية الاخوان!

يمنات

في ابريل من العام 2002 نفذ تحالف من العسكر ورجال الاعمال واحزاب المعارضة الفنزويلية انقلاباً ضد الرئيس المنتخب (هوجو شافيز).

  الانقلابيون نصبوا "كارمونا "رجل الأعمال الثري وصاحب النفوذ، وأحد أقطاب المعارضة رئيسا للبلاد، ،فيقرر مباشرة إلغاء مؤسسات الدولة كاملة.

المباركة الاولى للرئيس الجديد جاءت من واشنطن (التي حملت  شافيز المسئولية كاملة على تسببه بـ "الثورة" التي أسقطته).

لم يقبل الشعب هذا الانقلاب فقام بتظاهرات حاشدة امام القصر الرئاسي ولم يتزحزح حتى اجبر (كارمونا) على الهرب الى كولومبيا، وعاد شافيز من محتجزه على طائرة عمودية ،حيث استقبل  في باحة القصر كبطل خرافي بعد يومين من الانقلاب.

بعد فشل الانقلاب وفي العام ذاته2004م سعت المعارضة  اليمينية الفنزويلية الى اسقاط (شافيز) عبر استفتاء شعبي يقوم على سؤال واحد هو: هل أنت موافق على إبطال الانتداب الشعبي الناتج عن الانتخابات الديمقراطية الشرعية (المجددة بانتخابات 2002) لصالح المواطن هوغو شافيز فرياس كرئيس للجمهورية البوليفارية لفنزويلا للفترة الرئاسية الحالية؟؟؟!

 وافق شافيز على طلب المعارضة، ونظم الاستفتاء. وكانت النتيجة:

(صوتت الأغلبية بلا: 629 800 5 صوت( أي 58.94 بالمائة)، هذا للمصادقة على انتداب رئيس الجمهورية المنتهي في نهاية 2006. إنها نتيجة مقابلة لأقلية محترمة لصالح التصويت بنعم : 008 989 3 صوت (أي 40.53 بالمائة) الذين ادعوا عزل الرئيس من مجموع 900 037 14 ناخب مسجل كانت أصوات 988 51 منهم ملغاة).

بعد احد عشر عاماً رحل ( شافيز) عن عالمنا ، وهو على رأس السلطة بعد ثلاث دورات انتخابية ديموقراطية ،لم يستطع احد التشكيك بنزاهتها ، او تفويضها الشعبي.

وبعد احد عشر عاما يجاهد الاخوان المسلمون وحلفاؤهم من القوى الدينية لاستلهام هذه الواقعة لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي(بفعل ثورة 30/يونيو) الى قصر الاتحادية بذات الكيفية ، التي اعادت بها الجماهير شافيز(الشيوعي) الى الكرسي ،بعد عام من الفشل الذريع في ادارة شئون الدولة المصرية راسخة التقاليد في وجدان ابنائها، التي ارادت جماعة الاخوان وعن طريق ممثلهم في القصر الجمهوري  ادارتها  بذات عقلية ادارة الجمعيات الخيرية ومشاريع الصدقات الرمضانية ،ارادوها دولة مغلقة عليهم تماما مثل الجماعة المغلقة اقتصاديا واجتماعياً وثقافياَ على المنتمين اليها.

بمظلومية مصادرة مشروعيتهم في الحكم وشرعيته، ومظلومية اغلاق قنواتهم الفضائية، ومظلومية قتل محتجيهم السلميين امام مقر الحرس الجمهوري فجر الاثنين 8/ يوليو2013م، يقدمون انفسهم ليس للداخل المصري وايضاً للخارج ،كأصحاب حق اصيل في الحكم الذي وصلوا اليه، عبر صندوق  الانتخابات وبشكل ديموقراطي.

واذا عدنا الى المقارنة الاعتباطية التي يسوقها الجهاز الاعلامي للإخوان بين (شافيز) و(مرسي)  سنجد ان الأول ،وكما هو معلوم للعالم اجمع قد انحاز لشعبه وجعل من مقدرات الدولة اللاتينية النفطية الغنية تذهب الى الطبقات الاشد فقراَ على هيئة خدمات (تعليم وتطبيب مجانيين ورعاية اجتماعية) ،الى جانب برامج تنمية في مناطق الهامش التي تعاني من استحوذات المركز ، لهذا ليس مستغربا ان يصطف المجتمع الفنزويلي، بكل مكوناته الطبقية و الاثنية ،مع رئيس شرعي عمل من اجل فنزويلا ومشروعها الوطني المتسامح، لا من اجل اهله وعشيرته الاخوانية كما فعل محمد مرسي التي مكنها (بوصفها المظلة الجامعة لأهل الثقة) من الوظيفة العامة، على حساب اهل الكفاءة من ابناء مصر بتعددهم الثقافي والديني.

الاول عمل على (انجاز مشروع  سياسي كبير تمثل في إجراء إصلاح دستوري تحت شعار:" كل السلطة للشعب". اقتضى تحقيقه التصويت على مجلس تأسيسي باستفتاء. حصل أنصار شافيز في انتخاب هذا المجلس على 90% من المقاعد. وكتب الدستور الجديد في اقل من سنة وصادقت عليه أغلبية الهيئة الانتخابية.)

اما الثاني عمل وبمساندة الإخوان على انتاج اعلان دستوري  ركز كل صلاحيات التشريع بيده  اكثر من أي ديكتاتور في تاريخ مصر ثم مرروا(هو وجماعته) انتخابات مجلس الشورى قبل إعداد الد ستور، وبدلاً عن انتخاب جمعية تأسيسية لصياغة الدستور تم "سلق" دستور على مقاس الاسلاميين ) من قبل هيئة موالية للإخوان بعد انسحاب  كثير من ممثلي مكونات المجتمع المصري .

 

دستور أثار غضب كل شرائح المجتمع، وكان  احد اسباب ثورة الثلاثين من حزيران يونيو2013م.،التي كان بطلها بامتياز الشعب المصري الذي خاطبه مرسي امام  المحتشدين في بداية حكمه بميدان التحرير (أنتم الشرعية وأنتم اصحاب الحق وإذا خرجتم عليا فسأستجيب) فلماذا هذا النكث يا اخوان ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى