فضاء حر

مسجد بير البهمة

يمنات

يقع مسجد بير البهمة في شارع جمال بالعاصمة صنعاء , وهذا الشارع هو احد اهم الشوارع التجارية في العاصمة. وموقع المسجد هذا جعله هدفا لغزو عناصر منتمين لحزب الاصلاح منذ وقت مبكر .

للمسجد ملحقات كان يسكنها من يقيمونه , وجاءت تلك العناصر بمسانده بعض قيادات الاصلاح ومستقّوين حينها بالوزير القرشي عندما تولى وزارة الاوقاف , واخرجوهم عنوّه وحلوا محلهم , واستحوذ على حصة الاسد في ملحقات المسجد احد نشطاء حزب الاصلاح الذي كان سائقا للوزير القرشي , والغريب في الامر انه لا يؤدي دورا في المسجد فليس خطيبا ولا اماما ولا منظف ولا غيره , وكل علاقته بالمسجد هو انه ساكن فيه .

اول ثمرات هذا الاحتلال للمسجد كانت بقيام هؤلاء بالاحتيال على جزء من ملحقاته وبيع وقفيته لاحد تجار الذهب الذي هدم ملحق المسجد وبنا موضعه مركزا له ليمارس فيه تجارته. بعدها عاش المسجد حالة من المشاكل ومن تردي الخدمات والتي كانت تصل الى بقاء المسجد دون مياه لأيام بحجة ان " البمبة معطّلة " ويتبع ذلك جمع مبالغ من تجار شارع جمال بحجة إصلاحها او استبدالها وهكذا دواليك حتى اصبحت حكاية " بمبة مسجد بير البهمة " حديث الناس .

كان هؤلاء على مدى سنوات يخططون ويرتبون لهدم المسجد واقامة مركز تجاري موضعه , ونقل المسجد الى دور في اعلى المركز التجاري , وكأنّ الاصل هو المركز وليس المسجد , وما إن ترك الكثير من أهالي الحي ومن تجار شارع جمال اداء الصلوات في المسجد لكثرة مشاكله وتردي خدماته وانتقلوا للصلاة في غيره , حتى استغل هؤلاء الفرصة وتمكنوا من هدّ المسجد بحجة تجديده .

لم يكن التجديد الذي يقول به هؤلاء ومن يقف ورائهم الا العذر لتمرير مشروعهم بإقامة مركز تجاري في موضعه , وبالفعل هذا ما يصرّون عليه الان بعد هدّه , وتتورط في ذلك وزارة الاوقاف والتي تقف لدعم المشروع الاستثماري لبيت من بيوت الله .

هذا الامر ادى الى تعثر اعادة بناء المسجد , بين رغبة من لايزال مهتم بالمسجد من ابناء الحي بان يتم تجديده في موضعه باعتبار انه لا حق لاحد ان يغير الوقفية الا صاحبها ولا مبرر لذلك . وبين رغبة هؤلاء بان يبنى في موضعه مركز تجاري وإلّحاق المسجد بالمركز كأحد ادواره .

مسجد بير البهمة مسجد تاريخي بني قبل مئات السنوات , وقد جرى بحقه من الجنايات ماسيسألنا الله عز وجل عنها يوم القيامة ,والكل يعرف ان حرمة الاوقاف هي اشد ما تكون حرمة . فمن طرد القائمين عليه واحتلاله من قبل حزبيين كلهم من خارج الحي , ومن بيع ملحق من ملحقاته وتحويلها الى مركز تجاري , ومن تردي الخدمات فيه بشكل جارح في حق بيت من بيوت الله , ومن سكن من لا علاقة لهم بالمسجد في بعض ملحقاته , ومن هدم المسجد دون ان يكون محتاج لتجديد ولا لغيره , وهو ما اضاع قيمته التاريخية , واخيرا ها هم يعملون على استباحة كامل ارضية المسجد وسيحولونها الى مركز تجاري يكون المستفيد الاول من عائداته هم هؤلاء الحزبيين الذين فعلوا في المسجد كل ما سبق ذكره و " اكثر " .

اضع قضية مسجد بير البهمة بين يدي فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء ومعالي وزير الاوقاف ومعالي امين العاصمة وعقلاء حزب الاصلاح . الارض وقفت مسجدا ولا يحق لا حد ان يحول الوقفية الى مركز تجاري " في اعلاه مسجد " تحت اي مبرر , ومسجد بير البهمة هو مسجد مثله مثل سائر المساجد التي تقام دون الحاجة لاستثمار ارضياتها كمراكز تجارية .واناشد الجميع ان يتقوا الله عز وجل وان يحترموا الوقف ويحترموا بيوت الله , وان يقفوا لمثل هذا العمل غير المقبول , وان " يقطعوا " يد العابثين بمسجد بير البهمة وباسم الدين .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى