فضاء حر

من مخدع “صالح” إلى مخدع “هادي”

يمنات
ما يبعث على الابتسام _ وليس الشماتة في الرئيس السابق_ أن الذين كانوا يتملقونه ويتسولون على بابه، ويكرسون اشخاصهم لخدمته والترويج لرحابة صدره ورجاحة عقله وحكمته ودهائه وسماحته، الذين كانوا يجهدون ليل نهار لنيل رضاه وكسب التأييد له، واستقطاب الصحفيين إلى مجلسه وإدراجهم في قوائم اليمنيين الذي يحسن عليهم. هؤلاء الوصوليون الانتهازيون، “السماسرة” و”خبراء التسهيلات” و”الخدمات الفورية”، هم أنفسهم الذين يشتغلون الآن، وبالأساليب نفسها مع الرئيس هادي وضدا على ولي النعمة السابق.
الرئيس السابق صالح لا يستحق التعاطف في هذه الحالة فهؤلاء الرجال (والنساء) هم ابناؤه الذين ربوا في كنفه وكبروا في حاضنته “الفاسدة”، رغم محاولته المستميتة الآن بالتبرؤ منهم أو الاعتذار عما يفعلونه باليمن بالاعتراف المثير للجدل (الاعتذار المفارقة الذي صدر منه قبل اسابيع) من أنه يشعر بالندم لأنه لم يحسن تربيتهم (كيف بالحري إذا أحسن تربيتهم؟).
الشعب اليمني وحده من يستحق التعاطف كله، لأن نخبة من أحط اليمنيين وأرخصهم، انتقلت من مخدع صالح إلى مخدع هادي بانسيابية وسلام رغم كل ما يقال عن ثورة وتغيير. ومن هناك، من المخدع الرئاسي، تلقي عليهم مواعظ في الطهارة والاخلاق.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى