فضاء حر

المستشفى الذي يعالج بالصراخ

 

 مالذي يحدث ؟وما الذي سيحدث؟ اسئله كثيرة تدور في راس كل يمني , مؤيد للثورة , لو فئة صامته , او واقف مازل الى جنب الشرعيه .

اصبح الجو متخم بالضباب , ورائحه البارود طغت على رائحه الزيتون .

هناك فئة محدده تعاملت مع كل ما يحدث بصدق نيه والاخرى كانت مختبئ وراء الباب اكتفت بالتصفيق والتشجيع , اتذكر ملامح الثائر طاهر الريمي المصاب بمرض " الطفل المنغولي ", وضحكته التي تملاء ساحة الحريه .. زارها ذات يوم وهو وصدقائه كان حينها لا يستطيع ان ينطق بحرف واحد , وحين زار ساحه الحريه وراء مالم يراه من قبل " هتاف " حماس " غضب " .. صار يزورها كل يوم .

اشاهده وعيناه تملئة الدموع كأنه يريد ان يقول , اتمنى ان اكون كمثل هذا الذي يهتف , حتى اشارك في هذا الحدث الذي سيغير كل الموازيين .
فجاءة وجدته يغني ويركض من اعلى ساحه الحريه حتى اسفلها .

لم استوعب حينها مالذي يحدث , اي علاج استخدم واي مستشفى زار , اصبح يداوم كل يوم على المسيرات والساحه , نجى من المحرقه باعجوبه بعد ان تفحم زملائه , سار على قديمه الا صنعاء مشارك في مسيرة الحياة الخالدة .. صار يهتف كما حلم اول مره حين دخل ساحه الحريه , وينتقد ويغضب ..
يبقى السؤال هنا مالذي حدث بطاهر حين تحول الا هذه الحاله , وكيف استطاعت الثورة تغيير حالته الصحيه ؟

ربما لان طاهر تفاعل مع الثورة بكل وجدانه ومشاعره ونيته الصادقه النابعه من مصدر ثوري بحت . حتى استطاعت ان تغير حياته .

اما القوى التقليديه فقد تعاملت مع ما يحدث مجرد اشخاص خرجو للشارع لا اقل ولا غير ومجرد فيد يبنيون به امالهم, اصبحوا يحيكون من اشلائه شي يوصلهم الا ما تمنوه , لم يفكرو انهم مازلوا محملين بكل انواع الامراض الخبيثه والمستعصيه , ولابد لهم ان يتعالجو مما هم فيه والعلاح اصبح متوفر ومجانا , الشباب من يدفع القيمه ..

اما ان للقوى التقليديه ان تتفاعل معا ما يحدث كما فعل طاهر بكل حواسه حتى يتغيررو مما هم فيه.

ام انهم سيظلون في مستنقع القذاره والامراض وكل واحد يهمس في اذن الاخر .. ويتباهي بما هو عليه .

هنا كان المفصل , من تعامل مع هذه الثورة بكل حواسه متطلع الا حال افضل , ومن تعامل معها لكي يجمل نفسه ويغيير الديكور الخشبي السابق بديكور حديدي مصاب بالصداء ..
ويبقى الطرف الاخر يغني بصوت طاهر ويقول " الدور القادم سيأتي "

اصبحنا نعرف من وقف ضد حريتنا وكرامتنا ولقمه عيشنا فللننظر " القله " اللحظه " المكان " .

زر الذهاب إلى الأعلى