فضاء حر

نصف الثورة كارثة.. لأنه يزيل الورم ويبقى السرطان

  بعضهم قال: نصف ثورة يساوي هلاك أمة، وقال آخرون، من يصنع نصف ثورة يحفر قبره بيديه.

العرب لا يستحقون من الشيء الانصفة او بعضه، هذا ما يؤمن به الغربيون ويعملون من اجله، وما اعتاد الحكام على ترويجه ليس في مجال الثورة فحسب بل في المجالات الانسانية الأخرى.

وحتى عندما يخوضون معركة التحرر من الاحتلال بانهم لا يستحقون الا نصف الاستقلال فتبقى القوات المحتلة في القواعد العسكرية عقودا بعد الاستقلال.. وحين يطالبون بالديمقراطية فيجب الا يعطوا الا نصفها او اقل وكثيرا ما تطرح ذرائع تافهة تنطوي على الكثير من العنصرية والازدراء ومن ذلك، الشعوب ليست مستعدة لها.

نصف الثورة مشكله كبرى بدأت آثارها تظهر تدريجيا من العديد من البلدان ومنها اليمن، فممنوعة من تحقيق انجاز سياسي ملموس.

فقد تدخلت قوى الثورة المضادة التي تشمل دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لحصر التغيير بشخص الرئيس.

ما السبب في ذلك؟ مالذي ساعد قوى الثورة المضادة على تحقيق هدفها بمنع التغيير الثوري الذي يمنح الشعب حق اتخاذ قرار تقرير المصير واختيار نظامه الذي يريده وانتخاب حكومته؟

كان واضحا وجود تيارين في الثورة اليمنية: ثوري وسياسي. فكان اللقاء المشترك بوتقة للأحزاب السياسية التي عملت ضمن النظام فترة طويلة فأصبحت تتقن لغته السياسية ولا تجيد مشروع الثورة اما شباب التغيير فقد قدموا التضحيات الكبيرة ولكن وجدوا انفسهم محاصرين بضغوط القوى الخارجية التي تدخلت لمنع حدوث التغيير الشامل فاليمن بلد كبير من شانه التأثير على الجيران اذا ما تحول الى نظام ديمقراطي حقيقي.

واعطى لشعبه دوره في العمل السياسي الحر. الثورة تعرت لتدخل خارجي مكثف، ساهم في حصد نتائجها.

وتوازى مع ذلك تلكؤ الاحزاب السياسية في الانضمام لمشروع الثورة.

ان الرهان على امكان تغيير منظومة الحكم من الاستبداد الى الديمقراطية محكوم بالفشل.

 ان هناك حاجه لتغير جوهري في نفسية العناصر المتصدية للعمل الثورية التي تسعى لتحقيق مكاسب فئوية او حزبية او فردية على حساب قيم الثورة والتغيير الامل.

ان نصف ثورة هزيمة كارثية، لأن أنظمة الاستبداد لا بد ان تقع كاملة وبدون ذلك يبقى الجسد العربي كالمصاب بالسرطان الذي يستأصل الجزء الظاهر منه، وتبقى الخلايا السرطانية الصغيرة منتشرة في اجزائه الاخرى مالم تعالج كيماويا او اشعاعيا اذا لم يحدث ذلك فسوف يعود السرطان مجددا اشد شراسة ليقضي على الجسد المنهك، فإما العلاج الكامل او الموت المحتوم وان كان بطيئا، نصف الثورة خطرها أعظم من عدمها، والتغيير الذي تصممه الهندسة الامريكية يكرس الاستبداد ولاياتي بالديمقراطية واسترخاء واشنطن يؤدي الى التنازل عن مبادئ الثورة وقيمتها ولا يحقق الديمقراطية.

ان شباب التغيير مطالب بإكمال الثورة وعدم القبول بنصفها لان ذلك خيانة لكل قطرة دم ازهقها المستبدون والطغاة والمحتلون.

زر الذهاب إلى الأعلى