فضاء حر

غايات ووسائل: هل الدين لمصلحة الناس ام الناس لمصلحة الدين؟

يمنات

هناك ضرورة ملحة لإعادة ترتيب العلاقة بين الدين وبين الناس. فمن هو الغاية ومن هو الوسيلة الدين أم الإنسان؟

في الدين مايكفي لاعتبار أنه "أي الدين" جاء لمصلحة الناس وليس العكس' كما يتصور "او يصور" البعض.

فمن المتفق عليه ان الإنسان هو اكرم المخلوقات. خلقه الله على مثاله واستخلفه في الأرض لعمارتها.. وأرسل الرسل والكتب لإسعاده بإعانته على تنظيم شئونه ترشيدا لإعمار الارض.

فخير الناس هو الاساس "سعادة البشر هي الغاية" وليس الدين الذي هو مجرد وسيلة لإسعاد البشر(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)"ولهذا واذا ما تعارضت حاجة الإنسان مع المحظور الديني". نجد ان ديننا الحنيف يجيز التضحية بالمحظور "اي بالدين" لمصلحة الإنسان (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)' والضرورات تبيح المحظورات.. والقاعدة الاصولية الراسخة تقول حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله.

وفي الحديث الشريف: لهدم الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من انتهاك حرمة مسلم' او ما في معناه. فالإنسان 'الفرد' اهم من الكعبة' قبلة الإسلام ذاته.

ولأهمية النفس البشرية' لدى الخالق نجده 'عز من قائل يقول: من قتلها فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..

التعاطي مع الدين كما لو أنه غاية قلب الأدوار وأحدث الاختلال.

النظر الى الدين كمنتج خارجي واحتكار دور الوكالة الحصرية لتوزيعه محليا هو المسئول عن هذا الاختلال..

زر الذهاب إلى الأعلى