فضاء حر

الهلال بمنظور سياسي

يمنات
وفقا للمعتاد من الرؤية بالعين المجردة نحو هلال رمضان وصعوبات جمة تعترضها وفقا لمتغيرات المناخ والظروف الجوية ووفقا لتقنيات متطورة تمكن الانسان من الرؤية وبتأكيد مساراتها وفق الاجهزة العلمية، فان الهلال لايزال عرضة للمنظورات السياسية بغض النظر عن الرؤية بالعين او بالمنظار وهذا الاخير يقف ضده نخبة كبيرة من مجموعات وروابط تقليدية مدعومة سياسيا تحظر استخدامه وفق للحديث “صوموا لرؤيته” مع ان الحديث من 1400 عام يمكن تجديد قرأته وتأويله انطلاقا من ان الرؤية بالعين لا تتناقض مع المنظار الذي يعتمد على العين ايضا وتقنياته بتجاوز المعوقات من السحب وغيرها..
وهكذا باستمرار تختلف الدول المتجاورة جغرافيا برؤيتها للهلال او بالأصح بمنظوراتها نحو الهلال وصولا الى تعدد المنظورات داخل البلد الواحد كما هو في العراق، فالشيعة لهم منظور تابع لإيران، ولبنان ايضا، وفي العام الماضي كان للحوثي منظوره المغاير لمنظور الافتاء الرسمي..
و هنا يكون الهلال متعدد برؤيته وفق المنظورات السياسية التي تدعم منظورات فقهية ولجان افتاء رسمية مثلما هو الحجاب الذي تحول الى منظورات متعددة بعضها تجعل منه ايقونة تعبدية في حين اخرين يرونه عادة اجتماعية، ولأن السياسة في بلادنا غير ناضجة كعلم ولا ممارسات وفق تقاليد ومؤسسات فإنها مزاجية واعتباطية ووفق نزوات الحاكم ومجموعته التابعة منها الافتاء والعلماء او وفق اطر مذهبية ضيقة التفسير والرؤية التي تعكس بداوتها وضيق منظوراتها نحو رؤية الهلال والحجاب..
و هنا تتحول بعضا من مظاهر التدين او طقوسه الاجتماعية الى نقاط اختلاف كبيرة داخل المجتمع وبين الدول.. وتقف عقبة امام تطور المجتمع وتطور الدولة .؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى