فضاء حر

من يهن يسهل الهوان عليه

يمنات
هُزم الإصلاح وحلفاؤه في عمران، فتذكروا الثورة الشعبية، و”شارع الستين”، الذي عادوا إليه، أمس، فأقاموا “جمعة الوفاء لشهداء الجيش”؛ كما لو أن عبد الملك الحوثي هو الرئيس هادي يُمكن الضغط عليه عبر استخدام الشارع، والثورة الشعبية!
المضحك أن الإصلاح أغرق تظاهرته، في جمعة أمس، بأعلام المملكة العربية السعودية، وصور الملك عبد الله، التي كُتب عليها عبارة: “شكراً يا ملك الإنسانية”. على ماذا يشكر الإصلاحيون الملك عبد الله؟! الشكر هنا بمثابة استجداء لكنه مُذل ومهين.
كان الإصلاح قد اتعنتر على السعودية و”صالح”، فجاء الحوثي رد له دومان، معيداً إياه سيرته الأولى؛ إذ عاد لاستجداء السعودية ومغازلة الرئيس السابق. لكن من يقنع الإصلاح أنه لا جدوى من كل هذا، وأن هذه التصرفات لن تضيف له إلا هواناً فوق الهوان الذي هو فيه؟
لدى الإصلاح خيار أفضل للتعامل مع ما جرى؛ لكنه مازال يعتقد أن بإمكانه استغلال الثورة الشعبية، وتوجيهها ضد جماعة الحوثي في الصراع المسلح القائم اليوم بينه وبين هذه الجماعة!
يُعاني الإصلاح، وحلفاؤه، من سوء تقدير، وعدم فهم للمتغيرات، لهذا يعتقدون أنه مازال بإمكانهم اللعب على ورق حشد الناس في “شارع الستين”. والمضحك أنهم يعتقدون أن بإمكانهم تطبيع علاقتهم مع السعودية عبر رفع أعلامها وصور ملكها في تظاهرة فرضتها هزيمة مدوية تجرعوها في حرب عنيفة على الأرض.
الهزيمة في عمران أشرف من هذا الاستجداء المذل والمخجل، لكن يبدو أن “من يهن يسهل الهوان عليه”..
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى