فضاء حر

(سوسيولوجيا): مواقف ملتبسة

يمنات
“لكل طاهش ناهش، ولكل فيتة جحاح”. هكذا يقول المثل الشعبي. ويعتقد كثير من الناس أن جماعة الحوثي هي، حاليا، الناهش والجحاح لكثير ممن تطهبشوا عليهم وجحجحوهم طوال عقود (وأيضا، وربما، خصوصا، خلال أحداث الثورة الشعبية السلمية وما بعدها)، لذا يؤيدونها صراحة أو يصمتون عن إدانة نهجها العنفي في نهشها للطواهش والطهابيش.
و كأن لسان حال هؤلا الناس يقول، مامعناه: دعوها (أي جماعة الحوثي) تقشقش أبتهم، و بعدها سنواجهها كخصم وحيد.
هذه مراهنة قد يكون ثمنها باهظا بالتأكيد. ولكنني، هنا، بصدد فهم مواقف هؤلاء الناس وليس بصدد تقييمها، وتقويمها.
ما ينبغي التأكيد عليه، هو أن على الإصلاحيين أن يفهموا أن مرارات في أعماق هؤلاء الناس، في وعيهم و لاوعيهم، هي التي تحدد مواقفهم، التي تبدو لهم أنها متواطئة أو خائنة، لأنها (محايدة) حسبما يظنون…
و على الحوثيين أن يدركوا أن ابتهاج هؤلاء الناس بأفعالهم المستندة على قوة السلاح أو صمتهم عن إدانة هذه الأفعال، لا يعنيان، بأي حال، تأييدهم لها كنهج، ولا موقفا تأييديا نهائيا إزائهم.
عن كثير من الناس العاديين أتحدث، وشخصيا، ضد انتهاج العنف كوسيلة لحسم الصراعات السياسية، في أي حال من الأحوال، لأن حسم الصراعات بالسلاح، عمل أخرق، ليس من شأنه سوى التأسيس لدورات من العنف، والعنف المضاد.
لهذا، ولغيره، انتقدنا التأسيس الخاطئ لحوار موفنبيك.
هذا رأيي ولا ألزم به أحد.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى