فضاء حر

موقف النخبة السياسية في اليمن

يمنات
بعد مرور نصف قرن او يزيد على ثورتي سبتمبر و أكتوبر لا تزال النخبة الحزبية والمجتمعية بمختلف مكوناتها غير مستوعبة الاهمية لمفهوم الوطن ودلالاته في الانتماء والولاء والارتباط به وجوديا ورمزيا وما ينجم عن ذلك من تبلور لشخصية الانسان بعزة وكرامة.
كان الفيلسوف الالماني “مارتن هيدجر” يفخر بلغته الالمانية باعتبارها وطن ويفخر بوطنه باعتباره وجودا شخصيا ومجتمعيا يمنحه الحضور والكرامة.
هذا الامر يكتسبه الانسان من اسرته ومدرسته ومسجده وحزبه ونقابته ونظامه السياسي ناهيك عن الاحساس المباشر والفطري لكل واحد .. لكن .. ماذا لو كان النظام والحزب والمدرسة والجامعة والنقابة لا تكسب اعضائها و أنصارها ومرتاديها وعيا سياسيا حقيقيا تجاه الوطن.
و ماذا لو كانت قيادات كل هذه التنظيمات والمؤسسات تنظر الى اليمن من زاوية الغنيمة والنهب لا من زاوية الانتماء والولاء والوجود المجتمعي بكرامة عالية.
اليوم ووفقا للمعطيات الميدانية وتداعياتها و ما سبقها من تكالب الباحثين عن فتات الموائد بجوار بنعمر وبجوار السفراء العشرة، هم انفسهم يهرولون الى موائد كبيرة ودسمة في رياض المملكة.
و السؤااال اي مستقبل يتم رسمه لليمن .. هل سيكون موحدا ام مشطرا .. مدنيا وديمقراطيا ام نموذج طالبان وولاية الفقيه .. هل يعاد من الحق شرا بالمجتمع والشعب الى مواقع صنع القرار ام تتشكل نخبة جديدة نزيهة لقيادة مرحلة جديدة من تاريخ اليمن تؤسس للجمهورية الثانية التي طال الانتظار لها للخروج من كل المظاهر السلبية التي رافقت الجمهورية السابقة ورموزها..؟
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى