فضاء حر

هل تدرك النخبة اهمية الدولة ..؟

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

الاحداث الراهنة التي تشهدها سوريا واليمن وليبيا والعراق ( بلدان الربيع الذي صار خريفا ) وغيرها من الدول المماثلة بالازمة وان بدرجة اقل تؤكد حقيقة هامة ان الدولة كفكرة وفلسفة ومؤسسة لاتزال بعيدة عن وعي النخبة والعامة في آن واحد ..

النخبة تريد جهاز الدولة بادواته القمعية والجبائية في حين العامة تريد جهاز للحماية وتقديم الخدمات ، في اوروبا ظهر فكر سياسي وفلسفة سياسية حول الدولة وعندنا ظهر القليل من الاسهامات تدور حول خصائص الخليفة والامير والحاكم لا عن المؤسسة ولا عن العامة -الشعب – ..النخبة دائما جماعات قليلة العدد منظمة تملك اموال وحماية ، ولهذا لديها القدرة بالترابط مع الخارج من اجل ان تسيطر على كل محاولات التغيير والانحراف بها لصالحها .. الا اذا كان التغيير يتم عبر بديل سياسي منظم .

ومن هنا تشير مظاهر الفوضى والعبث السياسي الراهن الى استقصاد ممنهج لتدمير جهاز الدولة وتوظيف بعض ماتبقى منها لمصلحة مراكز قوى او توظيف اجهزة بذاتها لخدمة بديل لايرغب في التحول الى دولة ، او لايقدر في التحول الى دولة ….

خلال سنوات سابقة فشل التعليم العام (او تم فشله بقصد حزبي وسياسي ) وفشل التثيقف الحزبي والصحافة من ان تتشكل معهم جميعا رؤية حداثية للدولة ومرتكزاتها الوطنية وثقافتها الجامعة للشعب وفق هوية سياسية جديدة … الدولة ودعم استمرارها شكل اهمية للنخب من ايام اليونان ومع العصور الوسطى الاقطاعية مرورا بالثورة الفرنسية وفكر الانوار وحتى اليوم ..

وفي بلادنا العربية كما يدرك المتابع كيف انهارت الدولة الليبية والعراقية واليمنية والسورية ومن قبل الصومال والافغانية وحجم الصعوبات التي تكبح مراكز القوى وجماعات السلاح واحزابها من ان يعاد تاسيس الدولة وفق منظور وطني حديث .. لأنه في زمننا لامجال لأن يتبلور شعب وهوية الا من خلال دولة ونظام سياسي حديث له نواظمه الدستورية والقانونية ….

السؤااااااااال هل تبلور وعي لدى النخبة في بلادنا باهمية الدولة ككيان سياسي قانوني يمثل المجتمع ويعمل لتحقيق اهداف انمائية تتسع معها فضاءات الحرية لكل مواطن وهل يتم غرس هذه الافكر لدى العامة باهمية الدولة الوطنية ووظائفها مع الاشارة الى مخاطر لامحدودة تنجم في حال انهيار الدولة او تدميرها مع تعميم الفوضى داخل المجتمع ام ان هناك قصد باستدامة الجهل العام والجهل السياسي القانوني خاصة مع القدرة الكبيرة في تزييف الوعي السياسي في اوساط العامة والنخب الشبابية تحديدا ..!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى